The Blacklist: الميديوكر يحكم..!
أنا من عشاق الممثل الأمريكي "جيمس سبيدر"، لأجله شاهدت أفلاما ثمانينية لا يعرفها أحد، شاهدت مواسم طويلة من The Practice و Boston Legal، شاهدت فيلم Age of Ultron الذي قام فيه بتجسيد فيلين الفيلم الأساسي أكثر من مرة، استمتاعا بأداءه الحراق العالي، أداء رصين، صعب أن يتكرر، ولأجله شاهدت ستة مواسم من مسلسل The Blacklist، للأسف..!
أحب جيمس سبيدر، أعشق كاريزمته الطاغية وتمكنه اللغوي وأداءه الهادئ، أستطيع مشاهدته ساعات طويلة يترافع في محكمة، أو يتبختر أمام أحد المجرمين، لكن مؤخرا بدأت أضيق ذرعا من المسلسل The Blacklist الذي وجدتني أتابعه فعليا علي سبيل المجاملة، ولأنني أرغب في انتهاء الأحداث، فقدت كل الشغف، بل وأصبحت "أسمع" المسلسل حرفيا، لا أراه.
لست من هواة الأكشن، قلما أشاهد فيلما للأكشن فقط علي سبيل الاستثناء أشاهد أفلام السوبرهيروز التي تجمع ما بين الأكشن والكوميديا والخيال، لكن لك أن تتخيل أن "بلاك ليست" المسلسل الذي تم تجديده للموسم السابع مؤخرا، يحوي أرخص أنواع الأكشن، وأهبل أنواع المطاردات التي يتمتع بها التليفزيون الأمريكي، ورغم انحدار القصة، وفقدان العمل لبوصلته الدرامية، والهدف، تم التجديد موسما آخر! لسبب لا يعلمه أحد إلا الله، ومسئولي NBC الذين هم بشكل غير مباشر تابعين لشركة "ديزني".
لا أنكر أن المسلسل بدأ بداية قوية، أحداث متلاحقة، شخصيات تخطف الأنفاس، تشويق وإثارة وغموض وخيوط درامية قوية، لكن بانتهاء الموسم السادس، التقت كل هذه الخطوط في مكان واحد: "صفيحة القمامة"، حيث كل تلك القائمة الكبيرة التي يجري الجميع في إثرها لا لشئ إلا لبعض الأغراض الشخصية لصالح ريد، حتي الأسئلة الكبيرة التي تتعلق بهوية "ريموند ريدنجتون" و "كاترينا روستوفا" تم التمويه عليها، أو فرص قصص واهية لتصدقها البطلة وتبتلعها بكل سذاجة، كأنها هي الأخري ملت البحث عن الحقيقة، شخصيات تختفي بلا أدني مبرر، شخصيات تظهر ولا محل لها من الإعراب، كأن صناع العمل لا خطة حقيقية لديهم لإنهاء العمل..!
هذه هي مشكلة مسلسلات التليفزيون الأمريكي بشكل عام، تبدأ بداية قوية، تنحدر بشكل ثابت ثم تهبط للأسفل حتي تنتهي أسوأ نهاية ممكنة، الدليل هو: Dexter الذي أصبحت آخر ثلاثة مواسم منه من أسوأ ما يكون حتي انتهي بنهاية تمت كتابتها بواسطة مجموعة مبتدأة، تركت الباب مفتوحا أمام عودة Dexter الذي وبفضل الله لن يعود.
كذلك من قبل تم تدمير مسلسل Lost بنجاح من فريق الكتاب، والمثال الأشهر والأبرز حاليا هو: Game of Thrones الذي تولي كتابته زوج من الكتاب متوسطي الموهبة فقيري الخيال، فانتهي بهم المطاف لغضب عارم من جموع المشاهدين، وينتهي المسلسل الفانتازي الساحر بنهاية "ميديوكر".
لكن لا تحزن عزيزي المشاهد: الميديوكر دوما يحكم، واسأل "بلحة".
ريم
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!