المشاركات

عرض المشاركات من 2023

أمنيات التعلل.

  اشتريت لابتوبا جديدا، لا أدري لم، لكن الأشياء تغلو كل يوم، وكلما أجلت الشراء صارت الأسعار أغلي وأغلي وأغلي، فنفد صبري، واشتريته بالتقسيط المريح -جدا-. يتملكني وهم كبير أن حياتي ستصير أفضل بشراء هذا الجهاز الجديد، جهازي القديم آية في البطء، أضغط علي زر الباور، أذهب للحمام، أعد القهوة، وأبدأ بإحتساءها، وهو لا يزال يبدأ، كلما ضغطت زرا قلت الاستجابة، ومرارتي لا تحتمل. تركت عملي القديم، وأسعي لطوي هذه الصفحة المزعجة من حياتي، مديرتي مزعجة، ترقية مستحقة تفوتني عمدا وعمدا تذهب الشركة لمقابلة مرشحين آخرين، من داخل وخارج الشركة، مرشحين لأداء وظيفة أنا أفعلها بالفعل منذ عام وأكثر، فاض بي الكيل منذ شهور، وبدأت في البحث بشكل جدي عن عمل، ووفقني الله، المال لا يختلف كثيرا عما أتحصل عليه الآن، لكن الوظيفة تأتي بمسمي وظيفي أعلي، وهو ما كنت أبحث عنه في مرحلتي العمرية هذه. شابة ثلاثينية، لا تزال تحارب في وظيفة Entry level   وكلما تقدمت لمنصب أعلي، يعتذر الجميع "نريد خبرة في الإدارة"، صديقي الاتش ار العزيز: لو كانت لي خبرة في الآدارة لما تقدمت للعمل في شركتك التعيسة.. شركتي تجبر المو

كيف يأكلنا العمل أحياء؟

  لم أكتب شيئا ذو قيمة مذ سنوات، احباطات وخيبة تبعتها فترة توقف كبيرة، حاولت خلالها الظهور عبر مقاطع مصورة، لكنني فشلت، لا أحب الكاميرا ولا الكاميرا تحبني، أغمر نفسي في أشياء عديدة: أقرأ، أعمل في المنزل، أتسوق، لكنني لا أكتب. أشتاق إلي تلك الأيام التي كان مطلوبا مني ٧ مقالات أسبوعية، عقلي كان يعمل كساعة ميكانيكية، يلتقط الأفكار ويحتفظ بها، ويجعلها تنساب عبر أصابعي كالنسيم، كنت لا أفكر، كنت فقط أفتح صفحة بيضاء، وأترك أصابعي تطقطق علي لوحة المفاتيح، وبعد عدة دقائق، أجد مقالة أمامي! كنت أكتب عن كل شئ، وأي شئ، شاعر أحببت كلماته، ممثل ثانوي أبهرني بدور، أغنية عبرت خاطري، ومع مرور الوقت أصبحت مثال حي لمقولة محمود درويش "لا شئ يعجبني". أشاهد أفلاما لكنها لا تبهرني حد الكتابة عنها، أسمع أغنيات مكررة، مباريات الكرة مكررة، الأيام كلها صارت نسخا كربونية، ولا أدري كيف صرت هكذا. أين ذهبت هذه الطفلة المبهورة بكل شئ، التي تحتفظ بكل شعور أسعدها؟ هل ماتت تحت وطأة الزمن؟ الثلاثينيات عقد ممل بحق، تدرك فيه أنك لست عشرينيا غريرا، تركز علي عملك، وتنظر حولك في حسرة فأنت لا زلت في أول الطريق وحيدا،