أوديسا الفضاء 2001: واو!
لست من هواة المخرج الكبير "ستانلي كوبريك"، خصوصا بعد مشاهدتي لفيلمه الأخير "عيون واسعة مغلقة Eyes Wide Shut"، وجدته فيلما غريبا، لم أستوعب منه شيئا البتة، وأغلقته قبل نهايته معلنة مقاطعتي لأفلام الرجل، خصوصا بعد الآراء السلبية التي سمعتها عن هذا الفيلم، وغيره.
حظي التعس، أو السعيد، قادني عبر طرقات النتفلكس لأشاهد فيلم Space Oddessy: 2001، فيلم مأخوذ عن رواية شهيرة من جزئين للمؤلف الأمريكي آرثر سي كلارك، لم أقرأ الرواية، ولم أشاهد الفيلم من قبل، فقط رأيت بعض مشاهده الشهيرة عبر مقالات عدة، منها مقالة للراحل "أحمد خالد توفيق" ضمن سلسلة أفلام "الحافظة الزرقاء"، لم أهتم كثيرا،خصوصا بعد آراء سلبية عديدة سمعتها، فلم أهتم.
لا آخذ برأي الأخرين عامة بشكل مسلم به، وغالبا ما أتجاهله، هذا ما فعلت، فتحت الفيلم لمللي الشديد، وعدم وجود شئ يستحق المشاهدة ضمن مسلسلات النتفلكس الرخيصة، وبدأ الفيلم، اظلام تام، ثم مشاهد لبعض القرود، ها قد حصلت علي انتباهي الكامل يا "كوبريك"، أعيد بعض المشاهد، ثم أعيد الفيلم بأسره للبداية، ثم ها أنا أجلس أمام الشاشة مشدوهة لساعتين ونصف، مشدوهة، صامتة، مبهورة...!
الفيلم يعتمد أغلبه علي الإبهار البصري، قلة الحوار فيه لا تعني الملل علي الإطلاق، بل هو ثري، ثري بلغته البصرية، ثري بمعناه الفلسفي، ثري برحلة الفيلم الفكرية، وأكثر ما جذبني هو قراءتي عن الفيلم بعدما شاهدت الفيلم.
لن أخوض كثيرا في توجهات الفيلم الفلسفية، ولا كيف يربط المخرج/ الكاتب بين معني الإله، الآلة والانسان، ومن منهم يقود الآخر، هل هو الإله، هل هي الآلة، هل الانسان هو من يتحكم في الآلة أم العكس؟ وهل الإله موجود بالفعل؟ أم فقط بعد المخلوقات الفضائية ذات الذكاء والوعي العالي؟ هل نحن وحدنا فعلا في الوجود؟ وهل نتمتع بالوعي الكافي؟ أم نحن دوما بحاجة للمساعدة والرعاية؟ هل هي حديقة حيوانات كونية؟ ونحن نخضع للمراقبة والمشاهدة فيها من مخلوقات أسمي وأذكي؟ لا أحد يدري!
الانسان دائما يرتقي ويتطور، سواء كان قردا مسالما، أو رائد فضاء يحيا علي الطعام المسال، يمشي علي أربع أو اثنين، او يسير عكس اتجاه الجاذبية، هل الإنسان هو إله نفسه؟ هل الإنسان يستحق أن يصير إلها أصلا؟ لا أحد يدري!
ببساطة شديدة ومن دون تعقيد أو شروحات للمتفرج الساذج يطرح ستانلي كوبريك كل هذه الأفكار، وسط عبقرية في الديكور، وتقنية غير مسبوقة لم أرها حتي الآن في التصوير، يعجز عقلي البسيط عن التفكر في أن هذه التقنيات توفرت في ستينيات القرن الماضي، تقنيات، وخدع بصرية وديكور وجودة سينيمائية، سبقت عصرها بسنوات.
ريم.
ريم.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!