منزل من ورق House of Cards - فصل الختام.

أنتظر تاريخ اليوم بفارغ الصبر من شهور، الثاني من نوفمبر 2019، أعد الأيام علي أصابعي، وانتظرت انتهاء أكتوبر، كي يأتي الثاني من نوفمبر، فقط لأعرف نهاية القصة...

اليوم بدأ بثورة عارمة، كعادة إدارة موقع "النتفلكس" العظيمة، وهي تمارس التمميز العنصري، بين مشتركيها، الجميع يدفع نفس الإشتراك، الجميع يحظي بنفس الفرص المتساوية في المشاهدة، لكن لا! ادارة موقع "النتفلكس" تري مواطني الشرق الأوسط كدرجة ثانية، يجب عليهم الانتظار طويلا لرؤية المسلسل الذي تابعوه بشغف طيلة الأعوام السابقة، فقط لأننا في "الشرق الأوسط" كأننا مثلا نسدد اشتراكاتنا الشهرية بأموال "بنك الحظ"، كأن المواطن الأمريكي الشريف، أرقي درجة، وأعظم شأنا من البائسة التعيسة المقيمة ببقعة من بقاع الأرض، تصادف أنها في الشرق الأوسط، فيجب عليها الانتظار.

نتيجة بحث الصور عن ‪house of cards season 6‬‏

بالطبع ثارت ثورتي، حملت أسئلتي لخدمة عملاء الموقع، الذين أمطروني بمحاضرة في التراخيص وخلافه، وهو مالم أفهمه حقا؟ تراخيص من أية جهة؟ وفي أية دولة؟ أم هي فقط محاولة لبيع المسلسل لشبكة تذيعه بشكل حصري، ثم بيعه لنا، فتتحصل الشبكة علي أموالها مرتين! ياللوقاحة! ألا يكفي فقر محتوي "النتفلكس" في الوطن العربي؟ لا، سنحرمك رؤية المسلسل الذي تنتظره من سنتين أيها التعس!

نتيجة بحث الصور عن ‪house of cards season 6‬‏

قطعا لن أنتظر، وإلا ستمطر حرقا للأحداث، لجأت لمواقع التحميل العربية "الغير شرعية" بالطبع، حملت المسلسل بأكمله، وإمعانا في الغضب، قمت بإتاحته مجانا لراغبي المشاهدة، وسأبقي راعية للتحميلات إلي حين إشعار آخر، هذا هو الغضب بعينه، وقمة الشر.

منذ العام 2013، وأنا أتابع بشغف مغامرات السيد/ فرانسيس جي أندروود وحرمه المصون، لم أحبه قط، لم اكرهه أيضا، فقط الفضول والشغف هما من دفعاني للاستمرار في المشاهدة مرارا وتكرارا، بالمناسبة، انا لا أكره كيفن سبيسي لما فعله، فقط أنا غاضبة بسبب تدميره لمهنته بهذا الغباء المهين، لكنني سأشاهد الفصل الختامي علي أية حال.

نتيجة بحث الصور عن ‪house of cards season 6‬‏

بصراحة الموسم الخامس، لم يثر إعجابي نهائيا، كان أطول من اللازم، أملل من اللازم، تفاصيل كثيرة، تضيع بينها طول الوقت، تظل تتسائل: "من هذا؟ من هذه؟"، حشو درامي مبالغ فيه حتي قبل النهاية بحلقة أو إثنين، فقط تمتلأ الأحداث بالشطة والفلفل، وتصبح شيقة لتضعك علي نار انتظار الموسم التالي، لكن ما حدث، هو أننا انتظرنا طويلا لنري كيف ستكون الأحداث بين "فرانسيس" و"كلير" وهما أعداء، لكن غباء "سبيسي" حرمنا متعة مشاهدة هذه المباراة التي كانت ستنتهي بتدمير أحدهما قطعا للآخر، كان العرض أن يلغي، لكن المؤلفين فضلوا نهاية تليق بالأحداث، لكن هل الموسم الختامي جيد؟ أكثر من جيد في الواقع.

الموسم السادس أتي في ثمانية حلقات فقط، مما يجعله الأقصر في تاريخ المسلسل، أصدقكم القول أن المواسم الماضية كانت بحاجة لهذا التركيز كما هذا الموسم، تخيلت عن كافة أحكامي المسبقة للمشاهدة، فقط جلست بعين المتفرج النهمة لأري كل الحلقات، وبما إنه يوم "اجازتي" فقد قررت مشاهدته طوال اليوم، وهنيئا لي، أنهيته وأنا في حالة صدمة عظيمة.

نتيجة بحث الصور عن ‪house of cards season 6‬‏

لن أحرق الأحداث، لكن رضائي ليس تاما عن النهاية، لأنها لم تضع خاتمة لكل الأشخاص، تركت كل شئ عائما، لكنها كانت مرضية، كل حلقة تمتعت ب"بلوت تويست" عظيم، كل حلقة ضمت مفاجئات عظيمة، تحولات في الشخصيات، تصعيد درامي، أكثر من شخص يخترق الحائط الرابع، بعدما استحوذ "فرانسيس" علي امتياز كسر الحائط الرابع في المواسم السابقة، والنتيجة: بالتأكيد عظيمة.

الموسيقي كانت خير معين ومعاون للأحداث الدرامية، كذلك عبقرية التصوير وال"ميزانسين" في كافة المشاهد، الاضاءة متقنة، الأزياء وزوايا التصوير والإخراج، العمل برغم غياب ثقل "سبيسي" الدرامي عنه، حلق بعيدا في سماء الجودة الدرامية، تاركا أية أعمال أخري جواره تبدو كأفلام الهواة، ناهيك عن مقارنته بالدراما "المصرية"، ان جاز لنا مقارنة النملة بالهرم الأكبر.

نتيجة بحث الصور عن ‪house of cards season 6‬‏

"منزل الورق" كان أول عمل درامي ينتجه موقع "النتفلكس"، منحه الشعبية والشرعية ليمطرنا باعمال درامية عديدة، بعضها جيد، والأغلب للأمانة "غاية في السوء"، أما عن "أفلام النتفلكس" فحدث ولا حرج، أصبحت عنوانا للأفلام الرديئة المخيبة للآمال، بداية بالنسخة الوضيعة من أنيمي "ديث نوت" وانتهاءا بفيلم "الملاك" عن كتاب "يوري بار جوزيف" المثير للجدل.

في رأيي الشخصي لم يتأثر المسلسل كثيرا بغياب "سبيسي" بل أنه سمح لنا بإلقاء بعض الضوء علي عدة عوامل مهمة ألقت الضوء علي تكوين "كلير أندروود"، والتي تخلت عن "أندروود" في نهاية الأحداث.

تقييمي الشخصي للمسلسل 7.5 من 10، فقط لعدم رضائي عن النهاية الشبه مفتوحة للأحداث، لكنه في المجمل، مسلسل جيد، ومتقن، وحابس للأنفاس.

-----------------------------------------------------------------------------
ملحوظة: لا أزال غاضبة من سياسات النتفلكس، لذا فإليكم رابط "تورنت" للمسلسل: 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!