Bohemian Rhapsody ليس الأفضل، لكنه الأصدق..!
بادئ ذي بدء، أنا من أكبر المعجبين بفريق Queen، لذلك سأحاول قدر إمكاني أن أبدو حيادية في كتابتي لريفيو فيلم "بوهيميان رابسودي"، والذي أحاول جاهدة استجماع شتات أفكاري منذ أن شاهدته يوم الجمعة الماضية، نعم، طيلة أسبوع كامل أحاول أن أفكر، كيف أبدأ هذه المقالة.
لا أتذكر متي علي وجه التحديد بدأت علاقتي بQueen وكيف عثرت علي أول أغنية لهم ومتي أُلقي إلي طرف خيط أغنياتهم الطويل المتشابك، لكن علي وجه اليقين، كيف أن موسيقي "كوين" غيرت حياتي، للأبد.
طبيعتي الرمادية تميل ناحية الروك، أغنيات ذات معني، موسيقي صاخبة بدون ضجيج، تناسب كم الغضب المكبوت في نفسي، لذلك أحببت بعضا من أغنيات "مايكل جاكسون" رغم تزعمه للبوب طوال عمره، عشقت لينكن بارك في مطلع مراهقتي ودراستي لنفس السبب، ولنفس السبب، تسلل "فريدي ميركوري" إلي قلبي.
لم أكن أعرف من هذا، لكنني رأيته في "ميم" من 9GAG ميم يعبر عن الانتصار، رافعا يديه مرتديا سترة صفراء ذات أحزمة متعددة، شارب ضخم، شعر فاحم كثيف، قررت أن أبحث عن مصدر الميم، وكعادتي عند اكتشاف فريق لأول مرة، أسأل جوجل عن "أفضل 10 أغنيات لهم"، وكانت هي أول ما سمعت.
نحن بصدد فيلم عن فريق حرفيا من أنجح فرق الروك التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، وأغنياتهم لا تزال تحتل الصدارة في عالم الموسيقي والفن، أمام فنان استثنائي، استطاع رغم عمره القصير حفر اسمه بحروف من نور، فنان احترق في الفن حتي الثمالة، منحه كل شئ، فأعطاه الفن الخلود، دائما كما تمني. فريدي ميركوري، أو فاروق بولسارا، دور مركب وضخم، تنقل بين العديد من الممثلين، أولهم وأقربهم شكلا كان مواطنه البريطاني: ساشا بارون كوهين، ثم إلي: بين وايشاو لكنه ناله في النهاية الممثل الأمريكي من أصل مصري: رامي مالك.
لا أحد ينكر أن رامي مالك يحظي بشعبية كبيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها، خصوصا بعد عرض مسلسله "مستر روبوت"، وفوزه بجائزة ايمي عن أداءه لدور "ايليوت" الهاكر المصاب بالسكتسوفرينيا.
مشروع الفيلم توقف لسنوات عديدة، توقف للمرة الأولي عند اختلاف "ساشا كوهين" مع الأعضاء الأحياء لفريق "كوين"، لرغبتهم في أن يتمحور الفيلم حول "الفريق" وليس الشخص، تضاربت وجهتي النظر، "ساشا" كان يرغب في إلقاء الضوء حول حياة "فريدي" الشخصية الصاخبة، ميوله الجنسية، حفلاته الماجنة، إلي آخره، فيلم لو امتد العمر بفريدي نفسه سيصبح أول المؤيدين له، لكن، هل معجبي "كوين" ومحبوهم بحاجة لمثل هذه الفيلم؟
قطعا لا! انا كمحبة ل"كوين" بشكل عام، وعاشقة لفن "فريدي ميركوري" بشكل خاص، لا أهتم البتة بميوله الجنسية، ولا أكترث مطلقا حول كيفية إصابته بمرض الايدز، أو عن حفلاته العجيبة، وعشاقه ذكورا وإناثا، بصراحة أجد الأمر مهينا بعض الشئ أن نسلط بقعة الضوء علي حياة فنان عظيم، خصوصا أن هذا الجانب الصاخب، كان للأمانة انعكاسا لمعاناة وصراع دائمين عاشهما فريدي حتي توفي.
نتيجة لخلاف وجهات النظر انسحب ساشا من المشروع، رغم تطابقه الجسماني مع "فريدي"، وبشكل أو بآخر أصبح الدور من نصيب "رامي مالك"، الذي رغم تماثل طوله مع "ميركوري" إلا أن بنيانه الجسماني ضعيف بعض الشئ، فريدي تميز بجسد عريض، خصوصا قفصه الصدري، لكن، ليس بالقفص الصدري وحده يحيا الانسان، وبدأ الفيلم.
أتي الفيلم تقريبا كما تمناه أعضاء فريق "كوين" مسلطا الضوء علي سنواتهم الذهبية كفريق، وإن اشتكي بعض المحبون أنا منهم عن بعض الحقائق التي تم تغييرها، لكن الأمر كله يرجع للضرورة الدرامية، وكله يخدم القصة والحبكة، لكن: هل أتت الحبكة مميزة؟ لا، القصة، والحبكة، كانا رتيبين بعض الشئ، لكنني أحببت وجود رامي مالك أمامي علي الشاشة، وجوده كان تجسدا لشخصية فريدي، ليس شكلا، لكن موضوعا.
يبدأ الفيلم من حيث ينتهي، حفلة Live Aid ، واحدة من أهم الحفلات والمحطات الفنية في حياة فريق كوين وفريدي ميركوري، أتي الفيلم محافظا بعض الشئ، بتقييم عمري +15، ربما رغبت شركة الانتاج في تقديم فيلما يصلح للمشاهدة المنزلية، رغم قناعتي الشخصية بأن فيلما كهذا لا يصح إلا أن يكون R Rated ليس حبا في مشاهد العري، لكن لضرورتها الدرامية، الصراع النفسي الذي عاناه "فريدي" بين ميوله الجنسية، وحبه لحبيبته/صديقته، كان من الأفضل أن يكون موثقا بشكل حسي، رغبت أن أري معاناة فريدي في احتضانها ورغبته في احتضان غيرها، رغبت في رؤية الكثير، مشاهد عظيمة كانت يجب أن تكتب وتصور ونشاهدها لكن هذا لم يحدث للأسف.
السيناريو ترك مساحات قليلة لرامي مالك للابداع، أهمها مشهد محادثته التليفونية مع حبيبته، وتفاهمهما بالأضواء، محادثتهما التليفونية، عدا ذلك، تفرغ رامي مالك لمحاكاة "ميركوري" بشكل شخصي، في الحركات، أسلوب الكلام، وحتي في طريقة إمساكه للمايك والغناء.
الفيلم تقريبا كان بلا صراع، حتي مشهد المواجهة الذي يعيد "فريدي" لصوابه أتي باهتا بعض الشئ، ربما لأداء "لوسي بوينتون" الخافت، دور "ماري أوستين" أراد ممثلة أكبر حجما وأكثر موهبة منها.
غابت الأسماء الكبيرة عن الفيلم فيما عدا: "أيدان جيلين" في دور"جون ريد" مدير أعمال كوين السابق، و "مايك مايرز" في دور "راي فوستر"، أدي "مايك مايرز" مشهدين من أبرز مشاهد الفيلم وأكثرها حرارة، ظهور متميز بحق.
موسيقي الفيلم التصويرية أتت متميزة، لم يعاني "جون أوتمان" الكثير، في ظل توفر العديد والعديد من أغنيات "كوين" التي تصلح للدمج مع موسييقي الفيلم الداخلية، لكن تبقي التحية الأكبر والأوفر لفريق الأزياء.
ما شاهدناه جميعا عن "فريدي ميركوري" وأعضاء "كوين" هو ابتكاراتهم المذهلة في الأزياء، كل زي ارتداه "ميركوري" كان مختلفا، وهو بحق صاحب ذوق رفيع، وغريب ومذهل أيضا، كنت أتساءل كيف تحمل "رامي" ارتداء كل هذه الأزياء الضيقة اللامعة، ضحكت لما تخيلته يشعر بالسخف أمام المراءة، فما يناسب ذوق "فريدي" الغريب، أكيد لن يناسب الفنان الشاب اللامع.
رغم أن الفيلم بالأساس حول "كوين" لكن مغناطيسية أداء "رامي مالك" جذبتني طوال الوقت، تخلي عن "حملقة عينيه" بشدة كما اعتاد في "مستر روبوت"، قال الكثير والكثير بلغة جسده، بعينيه، بصوته، أقنعني وهو يؤدي أغنيات "كوين" بلاي باك، والنتيجة:
فيلم بوهيميان رابسودي احتل المركز الثاني في أكثر الافلام ادرارا للربح عن قصة حياة مطرب.
حتما لم يكن بوهيميان رابسودي الأفضل، لكنه بالتأكيد كان الأصدق.
شاهد قبل أن تغادر الصفحة كيف نجح "برايان سينجر" في استنساخ مشاهد من الحفل الشهير الذي ظهر ببداية ونهاية الفيلم:
انتي مين انتي عشان تقيمي الفيلم كده فيلم وخش جدا وبعيد تماما عن الموسيقى ومالك ممثل محدود القدرات والموهبة انا لو مكانه كنت مثلت اخسن منه رغم اني قصير وبكرش واقرع مالك قاعد يقلد ميركوري اكثر من ما هو بيؤدي دور وكل المواقع قيمت الفيلم تقييم سلبي
ردحذفمبدأيا: انا مين، انا ريم، بكتب ف المزيكا والأفلام من عشر سنين، وأظن تاريخ المدونة واضح، ده واحد، ثانيا ده رأيي الشخصي، ولو حضرتك كنت ركزت ف الكلام المكتوب كنت هتشوف اني قلت ان فيه عيوب جسيمة في الفيلم، منها الحبكة والايقاع والأداء الباهت.
حذفثالثا: حضرتك بتقارن نفسك كشخص محدش عارفه خالص بأداء ممثل معاه جايزة ايمي ومشهور عالميا والناس كلها أجمعت انه اأداء استثنائي؟ اسمحلي، مقارنتك فاسدة ومنطقك فاسد.
ثالثا: انت داخل مدونتي تشتمني ده ايه الNerve ده يا جدع!
Exactly
حذفThanks Reem
ريفيو يستحق انه يتبروز.
ردحذف