حبي انا ~ بليغ حمدي...

خلجات القلم، خفقات القلب، ضربات الاصابع الغاضبة علي لوحة المفاتيح، صوت شيرين ياتيني من بعيد، واليوم يوم مميز، حزين سعيد في تاريخ البشر، يوم ان فارقنا حبيبي، "بليغ حمدي".


يأتي يوم ميلاده او رحيله جميلا، تماما كحياته الحافلة، يوما متناغما موسيقيا، تنساب الأحداث خلاله سلسبيل، حتي وان كان يوم عمل شاق، وان كان يوم إجازة ممل.

العام الماضي كتبت ثلاثة مقالات في ذكري رحيله، وكنت انتوي ان أجعلهم أربعة، لولا الكسل، الانشغال، كنت لا أعمل العام الماضي، قعيدة البيت، حبيسة الأغنيات، لكنني سأروي لكم قصة...

تابع المقالات الثلاث من هنا:


لا أدري كيف أحببت بليغ، لكنني بالتعبير الدارج "اتكعبلت" فيه، لا أعلم متي، ولا أين ولا كيف، فقط وجدتني أستمع لأغنية، وأبكي، يبدو انني كنت مجهزة لهذا الغزو البليغي، بأظافري كنت أنقب، بدموعي كنت انقب، كنت أقلب التراب ذهبا، تعرفت وبحثت وفتشت، سمعت وسمعت، وكلما استمعت استزدت، وكلما استزدت طربت، وكلما طربت بكيت...!



بعد أربعة أعوام من المتابعة والاستماع، اظنني لم أصل لقمة الجبل حتي، تمنيت كثيرا لو قابلته وجها لوجه، تعايشت مع شخصه حتي كتبت سيناريو مستوحي من شخصيته الحقيقية، شبحه ظل معي طويلا، حتي صار صديقي الخيالي، طالما سمعنا سويا أغنيات، وموسيقي، أخذت رأيه فيما ألبس، وفيما أكتب، رافقني الشبح طويلا، حتي فارقني آسفة بعد ان بدأت بأخذ علاجي.



لم يكن اوهاما، ولا خيالات، كان شخصا اخترت أن أتعايش معه طوال هذه السنين، كان شبحا اخترت أن ألازمه ويلازمني، ولما فارقني لم أحزن، فقد ترك بصمته داخل قلبي، ونظرته داخل عيني.

اعتبروني مهووسة به، اعتبروني واحدة من أقاربه، اعتبروني طفلة بلهاء، لكن الشئ المؤكد انني لو كنت عاصرته ما كنت فارقته، ولو كنت عرفته لكنت أحببته، فيا بليغ، يا من أستمع لصوتك في أذني، وأشتم رائحتك حولي، وأشعر بيدك فوق يدي، ابق شبحي الجميل، انا أحبك.

يتبع..!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!