الليلة الثالثة بعد ال21 - الشاعر
بليغ حمدي شاعرا...
تحدثنا في المقالة السابقة عن بليغ حمدي
الملحن، وعن مراحله الثلاث، لكن السؤال الأهم "وماذا عن بليغ حمدي
الشاعر؟".
الذي لا يعرفه كثيرين أن بليغ كان يكتب
الشعر، نتاج طبيعي للتلحين، فالذي يكتب الشعر يكتبه بوزن وقافية، والشاعر عندما
يكتب الشعر يكتبه بوزن، وقد يسمع البيت قبل أن يكتبه ملحنا، لذا وكنتيجة طبيعية،
كان بليغ يكتب الشعر، ليس كشاعر محترف، لكن كلمات سهلة وبسيطة من قاموسه البسيط،
الكلمات أحيانا تخرج مصحوبة بالنغمة، والنغمة هي توأم الكلمة في النهاية.
عبد الرحمن الأبنودي الشاعر مرة حكي عن قصة
تلحين أغنية "اه ياسمراني اللون"، قال أنه ذات يوم دخل علي بليغ وكان
يدندن علي العود ألحان أغنية "اه ياسمراني اللون" لكن مع كلمات أخري
صاغها بليغ بنفسه، الكلمات بالقطع لم تكن ترق لمستوي الأبنودي كشاعر، فكتب كلمات
أخري علي اللحن، لذلك من الممكن في بعض الأحيان أن تشعر بكسرة في الكلمة لصالح
اللحن، أو تشعر بمعني أصح أن الكلمة تم تطويعها لصالح اللحن، لأن الأصل في
"ياسمراني اللون" هو اللحن وليس الكلمة.
باقي الحكاية عند تسجيل الأغنية، الأبنودي لم
يكن حاضرا وقت التسجيل، فقط بليغ وشادية، وأحد الكوبليهات تم تغييره وقت التسجيل،
والسبب لأن بليغ نسي الكلمات الأصلية فأضاف كلمات من عنده ليسعف الموقف.
شاهد فيديو للأبنودي يتحدث عن أغنية "عدوية":
عبد الرحيم منصور |
بليغ كان يكتب ويسجل المؤلف تحت عنوان
"ابن النيل" وأكثر من لحن، وقت خروجه من مصر وضعه تحت اسم الشاعر
الخليجي "منصور الشادي"، منها كلمات أغنية "باودعك"، التي
نعلم جميعا بأنها من كلمات وألحان بليغ.
بليغ اعتمد في الأساس علي شعراء مهرة
كالأبنودي، وسيد مرسي، ومحمد حمزة،ومجدي نجيب، والعظيم عبد الرحيم منصور. لكن وقتما خرج من مصر، فقد الرابط السريع بينه
وبينهم، وأصبح يعتمد في الأساس علي موهبته في الكتابة لينهي ما بدأ من ألحان
متراكمة لا كلمات لها، فخرجت أعمال مثل "انا باعشقك"،
و"باوعدك"، و"ياوابور يا مروح بلدي"، وغيرها.
محمد حمزة |
أغنيات كثيرة أيضا مشكوك في أمرها، نسبت
كتابتها إلي "محمد حمزة" مثلا، ك"العيون السود"، والرائي يعلم
أن مطلع الأغنية بالتأكيد من كلمات بليغ، من الممكن أن الباقي لمحمد حمزة، لكن
صياغة مثل "قد العيون السود، في بلدنا يا حبيبي، وانتا عارف قد ايه كتيرة
وجميلة"، سيرة البلد، وسيرة مصر عادة هي من بليغ، والباقي من حمزة، كما أن بصمات
بليغ تبدو جلية في "موعود"، وغيرها يغيب عن العد والحصر.
في المقالة القادمة، "وشهد شاهد من
أهلها"، حوار خاص مع الأستاذ "تامر حسام حمدي" ابن شقيق بليغ حمدي،
شاهد عن قرب عن هذا العبقري المنسي، فإلي اللقاء وانتظرونا.
اقرأ أيضا:
1- الجزء الأول.
2- الجزء الثاني.
اقرأ أيضا:
1- الجزء الأول.
2- الجزء الثاني.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!