في مديح الصراحة....



من ثلاث أو أربعة أيام تميم البرغوثي يجول في خيالي، صوته، أشعاره، شعره الطويل الأسود، قصيدته الشهيرة.."يا شعب يللي دافع تمن اللي ف الشوارع دم"، مشهده الشهير بجوار نعش أمه جوار أبيه، وقد اتخذا وضع التمثال، حزنا، ألما، فراقا...



لم أعرف رضوي عاشور، ولم تستهويني أبدا القراءة لها، أحاول الابتعاد قدر إمكاني عن الروايات، أرتبط بها عاطفيا لدرجة الموت، وآخر رواية قرأتها كانت عن الأشباح منذ شهور طويلة...علمت أنها أم عظيمة، وزوجة عظيمة، وروائية شهيرة، لكنني طالما وقعت في غرام ابنها السليط اللسان....

"والنقص أشبه بالكمال من الكمال، ورب قول عندما نقص اكتمل"..

تعودت أن أصارح نفسي دائما بما يجول بخاطري، تعودت ان احترم رغباتي ونزعاتي، ونقصي، وألمي، كل شئ له اسم وفعل وصفة، والهرب من تسمية الأشياء بأسمائها يجعلك هرابا، هربانجيا، غيابانجيا، علي حد ما أدعو نفسي.

"لا تقبلو بالقبح يا أهلي، مكافآة علي الصبر الجميل"

أسمع صوت صديقتي القديمة علي البعد، صوتها يثير السخرية، وامبارح انبريت أمام أحداهن أستعرض ما توصلت إليه قواي السافلة، أستعرضني وأنا أصافح أصدقائي الذكور، وانا أمزح معهم مزاحا عابرا، وأضحك بصوت عال، لا أعلم لماذا، لكنني مؤخرا أصبحت عربة تقودها الرغبة، لا شئ سوي الرغبة، الهرمونات تحكم، والعقل قد ذهب، ويبدو انه ذهب بلا رجعة.

"ان انتظار الناس في بلدي، شبيه بانتظار القوس، لسعة سهمها في الريح"

انتظرت طويلا، انتظرت حتي تنتهي قصتي بفارس أبيض علي حصان أبيض، لم يأت الفارس الأبيض، فقط أتي هذا الوقح الأسمر الطويل، النصف مغيب، المريض النفسي المطلق، المرتبط، ينادي هذه المتشردة، الوقحة، المسترجلة، التي تخفي سندريلا في داخلها، من داخلها كانت معجبة به اعجاب خفي، لا تنكر، ولم تكذب علي نفسها يوما، ولو عاد الوقت لكررت نفس الخطأ.

"يا أيها الأمل الحقيقي الذي تركوك مصلوبا علي قارعة الطريق، ومر عنك الناس ولم يتأملوك"

بالأمس بكيت طويلا، بكيت من فتش عن أنثي بداخلي، واكتشفها، بكيت عمن قبلني أول مرة، بكيت عن رجل اعجبته وحصلت عليه، بكيت عن حقيبته المشعة بالرائحة والرغبة، بكيت عن أشياء كثيرة، منها أنني ذقت مرارة الفقد ثانية، ذقت مرارة الفقد مرارا وتكرارا حتي صار الرحيل عاديا، والفراق روتين، والبكاء حنين، والحزن أسلوب حياة.

رحل صديق، وراءه صديق، وراءه صديقة، وراءه صديقة، وهناك من تخيلت عنهم طوعا، ومن تخليت عنهم كرها، ومن تخليت عنهم لدواعي الكرامة، ومن اهنتهم بداعي الشرف.

في الوقت الذي تمسكت فيه بمبادئي وقلبي وجسدي، كنت حقا متمسكة بها، لم اخن مبادئي يوما، وما أنا متأكدة منه انني لا أفعل شيئا لا أؤمن به.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!