Homecoming - أين المنزل؟
وحيدة أنا في ظلام غرفتي، أزجي الوقت بكل شئ، وأي شئ حتي لا أفكر في وحدتي، وفيه، من وقت لآخر أراقب حالته علي "وتساب"، لعله يرسل لي كلمة، لكنه لا يفعل، ومن سيؤنس وحدتي سوي مشاهدة شئ جديد؟
لقد غرقت لأذني في ال"أمازون برايم"، وشاهدت إعلان هذا المسلسل وأنا أشاهد "The Boys" فإن لم تكن قرأت مراجعتي عنه لتتفضل وتقرأها من هذا اللينك، يا عزيزي الوحيد في ظلمات ما بعد منتصف الليل، ويا صاحب القلب المجروح، وأوقات الفراغ الطويلة مثلي.
أعشق جوليا روبرتس، لا تحمل أوسكارا من فراغ، بحق هي سيدة التمثيل في جيلها، وجل ما يروقني فيها هو "الصدق"، صدق في كل شئ، في الأداء، في الملامح، في خطوط الزمن التي تبدت علي جبهتها ووجنتيها ورقبتها، حتي في كيفية إمساكها بمج القهوة، هي سيدة في كل شئ.
عمل من إخراج "سام اسماعيل" الذي اشتهر في أوساطنا العربية بإخراجه للعمل "مستر روبوت"، من الوهلة الأولي أنت في منتصف الأحداث، تشويق، إثارة، استخدام للكاميرا مبهر، يشعرك بالضيق أحيانا رغم اتساع المساحات، يشعرك بالتوتر والألم والخوف، حتي المحادثات الهاتفية، إمعانا في وضعك في قلب الحدث أتت جميعا كصوت المحادثات التليفونية، أصابتني المكالمات بالضيق، ذكرتني بمكالماتي مع مديرتي، وكيف أنني أتلقي كل شئ في التليفون، حتي أنني صرت أفكر: "هل أنا أعمل عند مديرتي، أم عند الهاتف؟".
انتاج مميز كالعادة، والعمل يتميز بأنه العمل الأول من انتاج أمازون بطولة نجمة هوليوودية، ليست هي بحاجة لعمل ينعش نجوميتها، هي بالفعل نجمة، ناجحة، تبيع في شباك التذاكر، لكنها انتقائية، تعلم كيف تختار أدوارها، تماما مثل هذا الدور، دور "هايدي برجمان".
العمل يجمع بين التشويق، الغموض، يلعب علي الجانب النفسي بشكل أكبر، هي مؤامرة، البطلة تورطت وحاولت اصلاح خطأها، والنهاية مفتوحة، لا أحد يدري ماذا سيحدث، لكننا جميعا "تروس" في ماكينة أكبر، كما قال موظف وزارة العدل، ترس يحرك ترس يحرك ترس، وحينما تقع المشكلات، يجب علينا اختيار "كبش فداء" تماما كما راح "كولين" ضحية تهوره واندفاعه غير المحسوب، وتفكيره في أنه قد يحل شيئا ما.
المونتاج ممتاز، والانتقال السلس بين الخطوط الزمنية للعمل كانت أكثر من موفقة، حتي كروما الألوان اختلفت، ونجاح فريق العمل ملحوظ في التمييز بين أشكال الممثلين مع أن الفارق الزمني لم يكن بعيدا "أربعة أعوام"، الجميع اختلف، وتغير، حتي شكل "شعر هايدي" قد اختلف، الأزياء اختلفت، وبالطبع، الشخصيات اختلفت.
عشر حلقات، مدة كل حلقة ما بين العشرين للثلاثين دقيقة، لكنها عشر حلقات بألف مما تعدون، موسم ممتاز، لا أدري ان كان سيتم التجديد لموسم ثان، فهو لا طائل منه، الأفضل أن تبقي الملحمة كما هي، وستمر مياه كثيرة تحت الجسور بكل تأكيد.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!