ماري...ملكة أسكتلندا...

ليلة رفض فيها النوم الخضوع لطلبي، أو لأمري، زادت علي الحساسية، فراشي كان كالنار، أتقلب علي كل جانب كالسمكة المسكينة، لكن لا فائدة، نهضت من فراشي، أشتهي الشوكولاتة، كانت الثالثة بعد منتصف الليل، عادة لا أخرج من غرفتي بعد منتصف الليل...

طابور من سيارات الأجرة بالجانب الآخر من الشارع، يقل طابور من السكاري، الجميع يترنح، انا أترنح من فرط حساسيتي، هم يترنحون من فرط ما سكروا، نظرات جائعة، لماذا أنا في الشارع الآن؟ لا أدري ما الاجابة..! اصطحبت معي حافظتي، الشرطة تجوب الأنحاء هذا الوقت، حفظا للأمن، أدري أنني في أمان تام، ولا أحد سيجرؤ علي رفع إصبعه ناحيتي، لكنه احساس الفريسة...

أنا أعيش بمفردي في بلاد غريبة، لا أصدقاء، لا أقارب، لا أحباب، تماما كما كنت في القاهرة، كنت محاطة بعائلتي، لكن لا حب يجمع بيننا، فقط غرباء يتشاركون في منزل واحد، أو هكذا كنت أحس...

كنت قد استيقظت تماما، حيث فتحت "النتفلكس" أبحث عن شئ "طيب" لأشاهده، لفظة طيب هي ما أطلقه علي أي شئ يشعرني بالراحة، فهذا القميص طيب، لأنه واسع وفضفاض، وهذا البنطال طيب لأنه مريح، وهذا الفيلم "طيب" لأن لا معارك ولا أكشن مبالغ فيه، أسعي للطيبة طول الوقت، للسلام، ربما تهدأ الحرب التي بداخلي لساعتين أو أقل.

تعثرت في مسلسل يسمي "Reign" استبشرت فيه خيرا، قصته تدور حول قصة الملكة "ماري" ملكة اسكتلندا، لكنني وجدت نفسي أمام مسلسل مراهقات والجميع يدعي أنه يدور في الزمن القديم، لكن كلمة "ردئ" لا تكفيه، من الغريب أنه استمر لأربع مواسم كاملة! تذكرت الفيلم الذي أنتج العام الماضي، وكان علي قائمة مشاهداتي طويلا: ماري، ملكة أسكتلندا، أو الاسكتلنديين...

الفيلم بطولة "سواريز رونان" و "مارجو روبي"، غير جماهيري بالمرة، حتي تقييمه علي موقع الأفلام 6.3، علي غرار مسلسل تشيرنوبيل "not so great not so bad" متوسط، ولم لا، أنا لا زلت بحاجة إلي فيلم طيب...

رغم أنني نمت بعد مرور 30 دقيقة، لكنني استيقظت واستكملت المشاهدة، نمت لا لسوء الفيلم، لكن لأن الحساسية خفت كثيرا، وشعرت بالدفء والسلام...

تأثرت كثيرا بتمثيل "رونان" و "روبي"، ربما لأنني أتشارك الوحدة مع كل من شخوصهما في الرواية، تصميم الأزياء رائع، السيناريو والحوار رائعين، الحق يقال: التقييم علي موقع الأفلام ظالم، الفيلم يستحق أكثر من 7.1، علي أقل تقدير...

القصة قتلت بحثا، وتم عمل أطنان من الأفلام علي نفس القصة، لكن الشئ المميز هو أن القصة تم انتاجها من وجهة نظر المرأتين، ستري في الفيلم امرأتين لا ملكتين، مشاعر متضاربة، أمومة وأنوثة ضائعة، مؤامرات من الرجال الطامعين الطامحين، وامرأة تضحي بحياتها في شرعية مطالبتها بالحكم، والأهم من كل ذلك، رجال دين يتحكمون في كل شئ...

أحببت الفيلم وقرأت في تاريخ المرأتين، ولا تزال الأيام الشريرة تتوالي...






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!