موتزارت في الأدغال: ما تفعله المدينة بنا..!
مؤخرا أصبحت أمضي كافة أوقاتي بداخل موقع "أمازون برايم" أشاهد المزيد والمزيد من العروض الجيدة، صاحبة التقييم المرتفع، البعيدة كل البعد عن صخب النتفلكس، والبعيدة عن الصوابية السياسية، وترهات مدارس المراهقين، آخر هذه المسلسلات كان مسلسل "موتزارت في الأدغال - Mozart in the jungle".
بصفتي محبة للموسيقي، بكافة الأشكال والأنواع، والأطياف، مسني المسلسل بشدة، وتأثرت أكثر بمعرفتي أنه تم الغاءه ولم يتم تجديده لموسم خامس، والسبب غير معروف، أربعون حلقة من الموسيقي الخالصة، فنانون يواجهون احباط الحياة، الفواتير المتراكمة، المشاكل الحياتية، العلاقات العشوائية، حب وكراهية وماديات، غيرة مهنية، وغير مهنية، موت واحتفال عشوائي بالحياة في كل موضع....حياة حافلة.
المسلسل مأخوذ عن كتاب بنفس العنوان كسيرة ذاتية لعازفة أوبوا أمريكية، سيرة احتوت علي الكثير من الفضائحية والصراحة تسببت في قطع صلاتها بالعديد من الأصدقاء، لكنها استفزت صناع المسلسل في النهاية لعمل ملحمة رائعة فقط استمرت لأربعة سنوات، ثم توقف العزف.
انتهي المسلسل بنهاية مفتوحة، لكنها تماما كانت كبداية المسلسل، طوال الوقت تري كيف تغير "نيويورك" من سكانها، بعضهم يتأقلم علي الألم، بعضهم يغير مساره، بعضهم ينسحق تحت الضغط ويرحل، لا أحد يبقي في موضعه لفترة، الجميع يتحرك.
رغم أن أحداث المسلسل تدور بداخل "أوركسترا نيويورك السمفوني" إلا أنه ليس مسلسلا أو فيلما موسيقيا، حيث تنبعث الأغنيات ويتراقص الجميع بلا مبرر، أكره تلك النوعية من الأفلام والمسرحيات الموسيقية، بهجة زائفة وضوضاء مبالغ فيها، لا أحب الضوضاء، أحب الصفاء والسلام النفسي، تماما كما وجدتها في المسلسل.
رغم أن الوجوه ليست بالمألوفة عالميا، إلا أنني أعلمها جميعا من طيلة عشرتي بالتليفزيون الأمريكي، كلها وجوه طالعتها في مسلسلات عدة، الجميع أجاد أداء دوره، والعزف علي آلته الموسيقية، الكتابة والاخراج من أجمل وأبسط ما يكون، عمل جيد، ما استحق إلغاؤه قط.
ريم.
23 أغسطس 2019.
أبو ظبي.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!