كنوز مدفونة: قهوتي - خالد الشيخ.
صورة لخالد الشيخ |
قلبت كثيرا في صندوق كنوزي، وجدتني أتجه مباشرة نحو أغنية أحبها وتحبني، وتمثلني، أغنية لمطرب لا أعلم أين هو الآن، ولا أين طوته الأيام والليالي! اخر ما سمعت عنه كان في 2007 تقريبا، من يومها لم أقابله في أي قناة، أو حدث فني كما اعتدت أن أتابع المطربين الخليجيين.
آخر عهدي عامة بخالد الشيخ في اكس فاكتور في نسخته المتواضعة التي أذيعت في روتانا موسيقي، لجنة تحكيم مجنونة كونت من خالد الشيخ (بحريني) وأنوشكا (مصرية) وميشيل الفتريادس (لبناني)، وبرنامج اتسم بتواضع الانتاج والاعلان، فلم يتكرر في نسخة ثانية عبر قنوات روتانا، وأطل بعد سنوات علي CBC، ثم MBC، في تجربتين من أفشل ما يكون علي الاطلاق..!
المهم، الويكيبيديا تعرف خالد الشيخ بأنه دارس لعلوم السياسة والاقتصاد، ثم دارس في المعهد العالي للموسيقي بالقاهرة، أعماله الفنية التي سمعتها تعبر عن فنان أصيل، أغلب أغنياته لحنها بنفسه، لذا تجده يصنع فنه الخاص ودربه الخاص، من دون تقليد أحد.
أغنية اليوم اسمها "قهوتي" كلمات: نوري الجراح - ألحان خالد الشيخ - توزيع أشرف محروس.
شاهد كليب الأغنية من هنا:
أغنية من طراز فريد، كلماتها باللغة العربية الفصحي، لكنها في منتهي السلاسة والسهولة والنعومة، ايقاعها أشبه بالفالس، تعتمد في قوامها علي الفايولينات، وخالد مثال لمغني خارج عن المألوف، وإلي تفاصيل الأغنية:
بداية مبهجة، فايولينات مع آلات نفخ، ايقاع يشبه الايقاع الأفريقي، ايقاع متصاعد، يدخل بك في حالة مختلفة من الموسيقي، لا هي قصيدة ثقيلة الظل، ولا هي أغنية خفيفة، هي بين بين، وما أجمل البين بين هذا..
ينخفض صوت الوتريات قليلا، ويعلو صوت النفخ، تمهيدا لخالد:
"قهوتي باردة..
ويدي باردة...
وحبيبي...
خطوة في المطر..
وخطي في انتظاري تضئ...
مر الهواء علي يدي..
وعلي خطاه ضحكت يدي...
ورأيته...
فمتي أراه...
يا ليتني...كنت الطريق... (كورس)
وليتني..
كنت خطاه..."
ايقاع متهادئ، متثاقل الخطوة لكنها واثق، من خالد، الذي يغنينا بهدوء شديد، يجلس ولا يواجه الكاميرا، يبدو أنه بطبعه خجول جدا، عينه في اتجاه اخر، كأنه يغني لنفسه لا لأحد آخر.
جو الفاصل الموسيقي مبهج للغاية..
"مطر..
علي كتبي وأوراقي التي ابتلت..
مطر..
علي طول السماء...
وعلي يدي شلت...
مطر...
علي ناس هنا عبرو..
تركو مظلات هنا..
وتركت أنتظر..!
وحبيبي.."
ثم يتداخل الكورس كضفيرة مع خالد مرددا "وحبيبي"، فيستكمل هو: "لا تزال خطاه تجئ"، من بعد تداخل الكورس مع خالد تأخذ الأغنية منحني آخر، كأنها تحولت لدويتو ما بينه وبين الكورس اللطيف.
بدأ الكورس بترديد مطلع الأغنية مرة أخري، لكن بطريقة أهدأ وبالتبادل مع "خالد"، كأنهما يتحاوران، يتناغمان، ينتهي الحوار الموسيقي، إلي فاصل آخر، في منتهي الخفة...ثم إلي الكوبليه الثاني..
"مطر..
ومظلتي في الركن مطوية..
مطر..
علي صمتي..
يبلل فكرتي فيّ..
مطر...
علي ناس هنا..
عبرو..
تركو مظلات هنا..
وتركت أنتظر...
وحبيبي...."
التواء موسيقي ظريف ما بين خالد والكورس، حيث يكرران كلمة "وحبيبي"، تدخل الموسيقي متناغمة مع الطرفين، ويستمر الحوار الثنائي ما بين خالد والكورس، ثم تنته الأغنية كيفما بدأت، كأنها دائرة لا تنته من الخفة والنعومة، أغنية تستحق أن أخفيها عن العيون في صندوق كنوزي الثمين..!!
لأصحاب باقات الانترنت الضعيفة يمكنك سماع الأغنية علي ساوندكلاود من هنا:
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!