صديقي العزيز نور...

صديقي العزيز نور/ بعد التحية...

أكتب إليك، مش عارفة ليه، لا انا البنت بتاعتك، ولا واحد صاحبك من بتوع المدينة، ولا حتي اتقابلنا وجها لوجه قبل كدة، لكن الحقيقة يا نور، إن العلاقة بينا أكبر من مجرد فكرة اللقاء، احنا طبقنا المبدأاللي كتير قبلينا طبقوه: تعانق الأفكار، وليس الشخصيات...

صديقي نور، انا بدأت أعرفك وانتا تقريبا طفل، وانتا ف تانية اعدادي، وانا كنت ف تانية ثانوي تقريبا، وكنت بزوغ من حصص الانجليزي، وأقعد بالفلوس ف السايبر، واشتري الملزمة، وأرجع اذاكرها ويادار ما دخلك شر،كنت بكتشف عالم الفيسبوك، فاكر يا نور؟ فاكر مخبر قمل دولة؟ فاكر أيام الفيسبوك القديم اللي فضل معايا لحد السنة اللي فاتت؟ فاكر؟ انا فاكرة كل حاجة، فاكرة لما دخلت الكلية، وانتا دخلت ثانوي، وانا بستلف لابتوبات زمايلي وبكلمك عليها، وانا بكلمك ع الياهو مسنجر،قبل ما أبطل اشتغل عليه، وفاكرة كويس اوي، اليوم اللي جمعنا مشروع مشترك هوالباشمدون، انا كنت بشارك بالشعر، وانتا بتشارك بالمقالات والتقارير، وفاكرة كويس أوي يوم ما بشرتني بنتيجتك...

يمكن مكناش بنتكلم كتير، او الظروف مكانتش سامحة بأننا نعرف بعض أكتر من كدة، لكن من جوايا كنت لمابقرا اسمك علي اي مقالة أو اشوف صورتك ف اي تقرير باحس بالفخر، لأني أعرف صحفي، وهيبقي صحفي كبيرزيك كدة....نور....انتا.....مش لاقية كلمة واحدة أقدر أوصفك بيها...

أحمد يا نور الدين، يابو لسان وشعر طويل، يللي كاميرتك اتسرقت منك أكتر ما دخلت محاضراتك، واللي اتمسكت ظلم وعدوان من غشامة العسكر وغباوتهم...

الأغنية اللي شغالة بتقول "فينا ننطر الفجر تانبطل عد النجوم، ونعيد ونعيد ونعيد..." أهو انتا كدة، كل مرة بتودي روحك ف داهية وتفجعني معاك، وتعيد وتعيد وتعيد، كأنك ابني مع ان فرق السن مش فشيخ يعني، ومع ان الخبرة بتاعتك توازي خبرتي ف الحياة وجايز أكتر، وجايز لأن عينك شافت أكتر، وجايز لأن رجلك مشيت أكتر...وجايز لأنك كنت بتمثل حاجة انا نفسي كنت أبقاها...لكن فات الوقت يا نور....

الدنيا كتفتني وكبلت رجلي ف الأرض، وجه الوقت انك تطير لوحدك يا نور، فأرجوك...حاول تطير....حاول تطير برة حدود زنزانتك وتخرج بقي، عشان لو جناحك شالك لمدي أبعد من كدة وصورتك بقت من ضمن الصور وخلاص، عمري ماهسامح نفسي اني فوتت يوم ومشفتكش فيه...يانور عيني...يانور الدين...ياأحمد..يانورالدين...