the ACT...حب الأم فيه سم قاتل!

كعادتي في اختيار المسلسلات والأفلام التي أشاهدها، أعتمد علي التقييم العام حسب المشاهدات علي الموقع IMDb وعلي أراء نقاد عدة "ثقات"، وعلي حسب المود العام واهتماماتي وميولي الشخصية.

أميل دوما ناحية المسلسلات الدرامية، النفسية، التي تعتمد علي المشاعر النفسية، أو السير الذاتية لشخصيات مثيرة للجدل، معروفة أو غير معروفة، مثلا كمسلسل The Loudest Voice الذي أنهيته مؤخرا، حول قصة حياة رجل الإعلام "روجر ايلز" مؤسس شبكة "فوكس" الإخبارية، رجل اليمين الأمريكي المتطرف، وأحد رجالات حملة دونالد ترامب، وقبله من أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي.

سأكتب عنه في وقت لاحق، لكنني الآن سأكتب عن مسلسل آخر، شاهدته وأصابني بصدمة، نفسية، رغم سابق معرفتي بالقصة، وقرائتي لها فقط كانت كفيلة بإصابتي بالغثيان، لسبب غير معلوم ربما يكون مللي الشديد، شاهدت مسلسل The Act انتاج شبكة Hulu، ومن أشهر أعمال Hulu المسلسل الشهير "The Handmaid's Tale".

باختصار شديد، القصة تدور حول أم أمريكية، مصابة بمتلازمة "مانشاوزن بالوكالة"، مرض يقوم المصاب به، بإدعاء المرض، التمارض، وزيارة المشافي والأطباء بشكل متكرر، بدون ضرورة طبية، والحصول علي علاجات، وعمليات جراحية، هذه الأم استغلت ابنتها، المعافاة مائة بالمائة، وقامت بإيهامها بأنها تحتاج لاستخدام كرسي متحرك للتنقل، وقامت بتغذيتها عبر أنبوب معدي، والقيام بأكثر من عملية جراحية منها: "ازالة الغدد اللعابية"، وقامت بالاحتيال علي مؤسسات خيرية، بل والحصول علي منزل مجاني بدعوي أنها تربي طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتزوير في أوراق الطفلة الرسمية، وغيرها من الجرائم التي يقشعر لها البدن.

علاوة علي أنها قامت بإعلان أن الطفلة تتعافي من اللوكيميا، وقامت بحلق شعر رأسها باستمرار، والإدعاء أنها بعقل طفل في السابعة من عمرها. بالقطع لم تحظ الأم بالنهاية السعيدة، فقط حصلت علي ما تستحق، عبر الإنترنت تعرفت الطفلة علي شاب ما، مضطرب عقليا، واتفقا علي الهرب، وقتل الأم للخلاص منها!

علاقة الأم بالإبنة في منتهي الغرابة، تتجسد في أداء "باترشا أركيت" العظيم، شعرت بالتقزز الشديد والمعاناة في كل نظرة عين، حيث قامت باستغلال "جيبسي" التي جسدت دورها "جوي كينج"، في علاقة سامة، أوهمتها فيها بإنها تحبها، وتحميها، في الواقع كانت تستغلها، طلبا للإهتمام، والأموال، وللتعاطف الوهمي مع شخصها.

بشكل عام المسلسل جيد جدا، وأتعجب من أنه لم يلق الإهتمام أو الضوء الإعلامي اللازم، ربما لأن إيقاعه أهدأ من نفسية المشاهد الباحث عن إثارة "جيم أوف ثرونز"، وربما لأن القصة مزعجة بشكل كبير، فالتجسيد الدرامي بالتأكيد كان أبشع وأبشع.

الإنتاج كان سخيا، وتصميم الأزياء، مع التركيز علي رسم ملامح منزل "دي دي" و "جيببسي"، حيث الأم مصرة علي إيهام الجميع أن "جيببسي" طفلة معوقة، طن من الألعاب، لون بمبي في كل مكان، طفلة سجينة وهم الأم المريضة.

المسلسل يستحق المشاهدة، وتسليط الضوء بشكل أكبر، تقييمي له 8/10.

رابط المسلسل علي IMDb: هنا

ولمزيد من المعلومات حول متلازمة مانهاوزن من هنا.

ريم.

16 نوفمبر 2019.

فيصل