مهمة ف فيلم قديم: بنات اليوم!
أول مرة أكتب عن فيلم الصراحة، انا مبشغلش مناخيري النقدية غير ف الأغاني، أو ف الحاجة اللي أدعي فيها الفهم عامة، غير كدة انا قدام الأفلام تلميذة، أو متفرجة عادية، لأني بندمج جدا مع الأبطال والقصة والأغاني، بتوه جوة الفيلم.
أفيش بنات الوم |
الصراحة اللي فتح نفسي علي الأفلام عامة هو الأستاذ محمود عبد الشكور، رجل صحفي فني ممتاز، بيكتب بريشة فنان عن الأفلام والكادرات والأغنيات، حاجة تفتح النفس، فقررت عامة أحشر مناخيري وأكتب عن فيلم من أفلامي المفضلة: بنات اليوم.
فيلم بنات اليوم انتاج عام 1957، تأليف يوسف عيسي، واخراج هنري بركات، وانتاج أفلام عبد الوهاب، ولنا هنا وقفة!
عبد الوهاب لما لقي حليم فرخة بتبيض دهب، وعمل فيلمين نجحو، "لحن الوفا"، "أيامنا الحلوة" قالك لا أخده تحت جناحي بقي، وأنتجله فيلم، الحقيقة انا مش متأكدة من تاريخ انتاج فيلم "دليلة" لكن الثابت ان بنات اليوم انتاج نوفمبر 1956، ودليلة 1957، لكن الاتنين ممكن يكونو اتصورو مع بعض، بس ده ألوان، بالألوان الطبيعية -علي اساس ان فيه ألوان صناعية- علي رأي عمر طاهر، وده أبيض واسود، دليلة عامة فيلم عبيط، قصته ساذجة إلي حد ما، لكن "بنات اليوم" فيلم بمعني الكلمة، بداية ووسط ونهاية، وكاركتر مختلف جدا عامة علي حليم، خرج فيه من اطار الشاب الحالم الرومانسي وعاش دور ملاءم لحد كبير لسنه ودوره.
أبطال فيلمنا هما/ عبد الحليم حافظ، ماجدة، امال فريد، أحمد رمزي، سراج منير، فتحية شاهين، كاريمان، الفيلم نفسه بيدور ف وقت ف مصر، في حي المعادي تحديدا، المناظر وشكل البنات يحسسك ان مش دي مصر، مكانش فيه كارينا عامة، كانت كلها فساتين جميلة، مكانش فيه شاب بيمد ايده علي بنت، كان فيه نادي، كان فيه خياطة ودكتور سنان، واحنا بنتكلم عامة في الفيلم عن أسرة من طبقة متوسطة عليا، عايشين في فيلا ظريفة في المعادي، الأب طبيب توليد وعنده مستشفي في المعادي.
الفيلم الصراحة عبد الوهاب نفسه خده غسيل ومكواة وعامل فيه كوكبة من أجمل أغاني حليم: كنت فين - يا قلبي يا خالي- أهواك - عقبالك يوم ميلادك - ظلموه.
الفيلم نفسه الPlot بتاعه معروف، مثلث حب، ماجدة بتحب حليم، وحليم معجب بأمال فريد، ورمزي معجب بماجدة، وسراج منير بيحب الدادة إلخ إلخ....
الفيلم عامة بيبدأ علي "كاريمان" وهي داخلة البيت وش الصبح -اللي هو بتاع الساعة 10 كدة- وبتقول لأمها "انا حرة ف نفسي"، "احنا زماننا غير زمانكو انتو كنتو بتلبسو الحبرة".
بمنظور فتاة تحيا في الألفية الجديدة للفيلم، ان الفيلم ده جاي من عالم سحري غريب، كما قال حليم في الفيلم "سكان المعادي يتعدو علي الصوابع"، المعادي اللي بيدخلها ألوف البشر ويخرج منها ملايين كل يوم، واللي كنت بعتبر مشوارها علقة محترمة :(، البنات كانو بيسوقو عجل وهما بالفساتين المنفوشة، ودي ف حد ذاتها معجزة، بتوصل اختها كل يوم للمدرسة، وقايمة بشئون البيت، ومحترمة، وبتكتب روايات عبير، والحياة حلوة.
علي النقيض التاني، اختها "امال فريد" عابثة لاهية، طايحة ف الحياة مع صاحبتها "كاريمان"، بتشرب براندي، ونظرتها عن الحياة متحررة شوية، محتاجة بعض التقويم.
الفيلم نفسه بيناقش فكرة الحرية بس في اطار خفيف، مش زي فيلم "انا حرة"، والشخصيات عامة كان ليها أبعاد درامية واضحة وجميلة، أجمل شخصيات الفيلم كانت شخصية "خالد" اللي قام بيها حليم.
حليم قام بشخصية مهندس، عاقل، بيحتار في اختياره ما بين اختين، حب شقاوة امال فريد، وف نفس الوقت اعجب اعجاب خفي بشخص ماجدة اللي هو مش مبهر، في حوار الفيلم كان بيقول لماجدة "انا من الناس السعيدة، والناس السعيدة حياتهم مملة مفيهاش حاجة تتحكي"، ف هو انجذب لآمال فريد للسبب ده، لأنها كسرت ملل حياته بشكل عام، اما ماجدة بشخصيتها الحالمة، اللي بتستأذن بابا، فمشدتش انتباهه ف الأول، وهو حاول بشتي الطرق يوفق علاقتها مع رمزي، لكن رمزي كان خيبة جدا، ولبخ، وانجذب لبثينة "كاريمان" اللي بتمثل التفاحة -الشهوة-.
الشخصية التانية اللي أثارت انتباهي في الفيلم كانت "فتحي" الشخصية اللي قام بيها احمد رمزي، كانت بردو ثرية دراميا علي خطوط كتيرة، فتحي خجول، شهواني، انطوائي، مطب، فيه كل الصفات الي تخليك تتعاطف معاه أو تكرهه علي حسب منظورك في الحياة.
"فتحي" في الفيلم كان يتمني ان يتجوز شخصية زي "سلوي"، اللي هي بالمناسبة مسطحة دراميا إلي حد كبير، وقامت بدور ف الفيلم كأنها Model، لكن في النهاية ارتبك، ووقع الخلاف بينه وبين صاحبه، اللي قاله في النهاية "انا مش عاوز أكرهك يا خالد"، وقاله بردو "انا عشت عمري اتمني اتجوز واحدة زي سلوي، لكن في النهاية أقع في واحدة زي بثينة"، كأنه بيعاقب نفسه علي انه مقدرش يكسب قلب سلوي، ودوره بردو كان مهم لأنه كان المراية اللي "خالد" شاف فيها حقيقة حبه لسلوي، وانه كان معجب بشقاوة اختها لكنها مش الشخص اللي ممكن يقضي معاه عمره علي اي حال.
خالد مكدبش علي نفسه ومكملش مع بنت معرفش يتفاهم معاها، وفتحي مكدبش علي نفسه واحتقر بثينة، فتحي هو الصورة المعكوسة من بثينة، صورة وكتابة، وأهم حاجة الصراحة مع النفس.
الشئ الغير مفهوم هو انهيار "ليلي" في نهاية الفيلم، واعترافها بغلطها، وده منعطف غريب في شخصيتها العنيدة إلي حد ما، وTurning point معمول عشان الSalvation وخلاص، وعلي سبيل عقاب اللي غلط، زي ما الست الخاينة تموت ف اخر الفيلم، ان شالله ياكلها قطر حتي، بس تموت عشان ضمير المشاهد يهدي :D
الفيلم في حد ذاته متصورش ف لوكشينز كتير، في المعادي، في النيل، في النادي، ومظنش انه اتكلف كتير، لكن كان لطيف بصريا،
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!