جوني....

زميل عمل سابق، لا أتذكر له اسما الآن، أطلقت عليه لقب جوني، تيمنا بجوني برافو الشخصية الكارتونية السخيفة، لأنه كان يمشط شعره الناعم مثله، ودائم التباهي بما يفعل، مجنون تصوير كأي أنثي سخيفة، دوما ما أشعر بالحنق علي تلك الفتاة في العمل، سيلفي طوال النهار، وعصا مملة لالتقاط الصور، كأنهم يعملون في دريم بارك.

لا أجد سببا في التقاط السيلفي عمال علي بطال، عملا بمبدأ "خلقتي وحافظها"، وكلما التقطت سيلفي لنفسي كرهت ملامحي أكثر، واكتشفت فيها عيوبا أكثر، حبوب، أكياس منتفخة تحت العين، بشرة بثلاثة ألوان وشخصية فقدت لونها الأساسي، فتوقفت عن التقاط الصور اللهم إلا بمفردي.

أكره مجانين التصوير عامة، أو أحقد عليهم لأنهم يحبون أشكالهم، أو أنهم نرجسيون بشكل زائد، لا أعلم، من أنا لأحكم علي البشر، الصور تؤلمني، تؤلمني كوخز الابر خاصة عندما أجد في هاتفي صورا قديمة لسمر، هاتفي مليئ بصور لسمر، كنت أصور كل ما أفعل وأرسله لها، وكذلك كانت هي، في كل حالاتها كانت ترسل لي صورا، وكنت كذلك.

لقد جننت، أعلم أنني جننت وبالكامل، ولا أزال أحادث مديري السابق، الذي كنت ولازلت أكن له بعض الاعجاب، برغم أنه متزوج، ولديه طفلة، تري هل تركتني سمر لأنها علمت بأنني أحبه؟ وما الخطأ؟ لا أعلم....كانت بضع أنفاس من الشيشة، وكفي.

كرجل فقد زوجته التي كانت معه في كل شئ، انا الآن، لا أصدقاء، لا كلام، كافة أشكال التواصل الانساني فقدتها لما هي رحلت، وأتت مرة أخري بعد وفاة عمها لتطلب مني الصفح عما فعلته في، مقابل أنها قد صفحت عني فيما فعلت، ماذا فعلت؟ فقد فقدت عقلي والحمد لله، لو تعلم هي أنها أفقدتني عقلي، وثقتي في الناس، وثقتي في نفسي، ووضعتني علي شفا حفرة من جنون، لتركتني ورحلت، أكرهها الآن فقط.

لا انا لا أكرهها، أنا أكره نفسي لأنني وصلت لهذه الدرجة من البؤس، انا بائسة، وربما انا فقط متأثرة بأغنية سلمي "ياوابور يا مروح بلدي"

كنت أنوي أن أكتب عن بليغ حمدي، لكنني كتبت عن نفسي، وبعد أيام طويلة من قلة الكتابة، عشرات الدرافتات تكومت في لوحة تحكم المدونة، وهذا أول ما اكتمل منها بعد أيام طويلة، مرحي!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!