عمر طاهر...جدا...
الراديو كان اختراعا...والاحتفاظ بما تريد سماعه كان مهمة شاقة....فإما أن تتركها للظروف وتسمع أغانيك المفضلة حينا ومينا، واما ان تغامر بهيد تسجيلك الصغير، وشريط كاست كان عليه درس ديني، أصابك الزهق منه، فمسحته، ثم شطبت علي اسم الشيخ محمود المصري بالكوركتور، وسجلت عليه أغاني لتامر عاشور.
أعشق بأذني، ومن الذين أحببتهم بطبلة أذني، وطبلة قلبي هو عمر طاهر، منذ صفحتي "ضربة شمس"في الدستور الأسبوعي، مشاعر المراهقة علمي رياضة التي توفر من فلوس المواصلات والأكل لتشتري جرنانا معارضا بإثنين جنيه، من سبعة سنوات كان هذا مبلغا خارقا، وكان يمثل مصروفي في يوم من الأيام.
قصيدة أول البرد، سميتها وقت نشرها في الجرنان ب"رصاصة طايشة" بعد أن قرأتها لأول مرة بكيت بكاءا شديدا، لاأدري لماذا، وحتي الآن القصيدة تصيبني برعشة البرد، وأتذكرها كلما رجعت من شغلي في الشتاء، ويدي داخل جيوبي، لا أتذكر أغنية منير "ايديا ف جيوبي" لكنني أتذكر عمر طاهر، عمر طاهر يعني البرد، والبرد يعني عمر طاهر، وصوت الرجل كمج السحلب، يلسع لسانك في الأول، لكن بعد ذلك، تستلذ اللسعات، وتشربها، وتمسحها بإصبعك.
قبل أن أقاطع الراديو، أنا وأكرم حسني، كان الأخير يقدم برنامجا اعلانيا بالتعاون مع شركة لينك علي نجوم إف أم، اسمه "لينكات"، في البرنامج ولحلقة وحيدة منه أتذكرها، استضاف عمر طاهر، صمت أكرم طوال الحلقة بعد أن اكتفي بمقدمة قصيرة مقتضبة، واسترسل عمر في إلقاء قصائده، وفي الفاصل، كان أكرم يذيع، لما الشتا يدق البيبان لعلي الحجار، سبب آخر يربط عمر طاهر بالشتاء.
أول ما قرأت له كان "كابتن مصر" ثم "شكلها باظت" الاثنين كانا من أوائل الكتب الPDF التي بدأت بسرقتها منذ دخلت الكلية، ضحكت كثيرا مع كل صفحة من الكتاب، ثم أنهيت الكتابين وأعلنتها مغاضبة "عمر طاهر" كاتب تافه! لماذا؟ لأنه في الوقت نفسه بدأت موضة الكتابة التيك أواي، والكتب الساخرة أصبحت علي قفا مين يشيل، والذين يضحكونني يتنافسون علي التورتة، فوجدته واحدا منهم وقررت أن أقاطعه.
لما انفصل موقع جريدة الدستور عن النسخة الورقية، ظللت علي نفس تواصلي القديم معه، لكنني هجرت مقالات خالد كساب، تمسكت فقط باثنين "طارق الشناوي" و"عمر طاهر" وأحيانا كنت أقرأ لأسامة غريب، لكنه في أحيان كثيرة أثار استهجاني، وقرفي كثيرا...
وجدتني أقرأ الأرشيف، وأطالع كل كلمة، كل حرف، كل سطر، أدمنت هذا الرجل، مع فارق بسيط، أنني لم أحب برما، قرأت كل كتب عمر طاهر حتي "ابن عبد الحميد الترزي" ثم توقفت عن القراءة، قرأت كل الأشعار، والكتب الساخرة الصغيرة، كنت صغيرة ولا زلت أمامه أصغر وأصغر، وأطالع بروفايله في الفيسبوك وأجدني أصغر، كلما قرأت سطرا له، ينقص عمري ساعة، وتلمع عيني بالاعجاب، وأتوقف لما أتذكر رقية وأمها.
لما تزوج عمر وكانت زيجته الثانية، وقفت طويلا امام اسم زوجته، أحسست أنني اعرفها، وفعلا تذكرتها، كانت عاليا عبد الرؤوف من ضمن فريق الدستور الأسبوعي، وكنت أطالع فريق عمل الدستور وكلي أمل ان أنضم لهم يوما ما، وتذكرت أن اسمها اعجبني، لأنه يصلح اسم ممثلة أو مغنية، اعجابي الخفي باسم عاليا، منعني من الحقد عليها بأنها اختطفت فارس من فرسان أحلامي، ورجل اعتاد دغدغة قلبي بصوته، فتمنيت له السعادة في صمت.
انتقل عمر طاهر مع ابراهيم عيسي لجريدة الدستور، وانتقلت المقالات إلي أرشيف جريدة التحرير الإلكترونية، وأحيانا يتم نقلها لأرشيف الدستور، أقرأها هنا، وبعد فترة أتناسي فأقرأها علي أرشيف الدستور، ثم ألعن في سري بأن المقالة تم نشرها قبل حين، والمشكلة من دماغي، أقرأ المقالة مرة واثنين وثلاثة، وعندما أمل غالبا تحدفني رجلي لبروفايل عمر سواء تويتر أو فيسبوك، وعندما أمل افتح ابن عبد الحميد الترزي.
والآن ونحن في نهايات أكتوبر، والشتاء قادم بقوة، ورغم أننا بنفتح المراوح واحنا نايمين، إلا اني يا عمر فاكراك، ومتغطية بالبطانية وفاتحة المروحة وفاكراك، وباترنم بشعرك وفاكراك، وباحب صوتك...وباحبك...ربنايخليك لينا...
ريم .. انا بحبك في الله والنعمة! :D
ردحذففي فترة من فترات حياتي عمر طاهر ده كان رجل الاحلام بتاعي بردو. :")
جمييييل ...
ردحذف