من خلف الزجاج...


كنت قد انتهيت من توديعك قبل ساعتين فقط، لم أطق البقاء وحيدة حيث تركتني، اتصلت بصديقة، تبادلنا القبلات وجلست إلي نافذة المحل الزجاجية، رأيت أحدهم يشبهك، نفس الطول، نفس اللحية، نفس الابتسامة، كان مع زوجته وطفله، رأيت في مشهد عابر مستقبلك ومستقبلي، حيث تنعم أنت بالسعادة معها، وطفلكما بينكما، بينما أنا أشاهدك من خلف الزجاج، وددت لو بكيت وقتها، لكنني أبكي الآن وأنا وحيدة، عدت حيث تركتني، وحيدة حيث سأظل للأبد...



رائحتك علقت بالشراشف، علقت بجسدي، علقت بشفتاي وشعري، لا أدري كيف فككت التصاقي بك وذهبت، لا أدري كيف تركتك تخرج، فقط خرجت، فقط رحلت، ووجدتني دون أن أدري أبكي، لا أدري هل أبكيك أم أرثي لحالي لأنني سأعود وحيدة، ربما من أثر التصاقي بك، ربما أودعك....

فقط أنا أفتقد طعم شفتيك، رائحة جسدك...أفتقد وجودك...أفتقد حلولك ضيفا علي حياتي، ضيفا أعلم في قرارة نفسي أنه راحل، أنه ملك لإمرأة أخري، امرأة أحسدها، أغار منها، ربما أكرهها، امرأة لا أعرفها لكنها تملكك، وأنت تحبها....هنيئا لها...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!