موجز في أغنيات الطفل المصري - الجزء الأول.
موجز في: أغنيات
الطفل المصري.
أشارت الدراسات
الحديثة أن الطفل يستطيع تمييز صوت الأم وهو في طور الجنين، كذلك يميز الأنواع
المختلفة من الموسيقي، الهادئ منها والصاخب، كذلك أكثر الحواس اكتمالا بعد ولادته
هي حاسة السمع، حيث أنه يطور حاسة البصر لديه بعد فترة طويلة تصل إلي ثلاثة أشهر
حتي يستطيع رؤية والده ووالدته بوضوح. (1)
الموسيقي هي وسيلة
قوية للتواصل مع الطفل، خصوصا في أعوامه الأولي، وما سيسمعه الطفل حتما سيلتصق
بذاكرته بشكل أو بآخر، وسيؤثر علي عقليته وذكاءه، فما علاقة كل المقدمة السابقة
بهيفا وعفاف؟
لا بد من وجود
علاقة، تجربتي الشخصية كطفلة سابقة، شبت في تسعينيات القرن الماضي، شهدت ظهور
الكومبيوتر والموبايل، وتمحورت علاقتها بالعالم الخارجي في جهاز التليفزيون
بقنواته الثمانية، طفلة شغوف متابعة لكل ما يعرض في الشاشة، من أول برنامج
"للأطباء فقط" و "صباح الخير يامصر" حتي "أحداث 24
ساعة" و "أوتار الليل" وإغلاق التليفزيون، لذا كانت الموسيقي أحد
تلك الوسائط التي صدرها لنا التليفزيون بقنواته الثلاثة القاهرية، ثم بقية القنوات
المحلية ذات التأثير المحدود.
جدير بالذكر أننا لم نقم بذكر أغنيات فترة الأربعينيات التي قامت "فيروز" الطفلة المعجزة بغنائها، فكون الأغنية قد غنتها "طفلة" لا يعني بالضرورة أنها موجهة للأطفال.
بدايات الموسيقي
التي أذكرها منذ طفولتي تتمحور في اغنيات أمي
كانت تهدهدني بها ك"ماما زمانها جاية" و "ذهب الليل وطلع
الفجر" لذا احتل محمد فوزي مكانة عظيمة في قلبي، ملامح وجهه الباسمة، موسيقاه
الهادئة ثم حسه الدعابي اللطيف ساعده في أن يصبح بطلا من أبطال طفولتي ثم صديق
مراهقتي، ثم في النهاية فتي من فتيان أحلامي الكثر عندما اجتزت طور الشباب، لكن،
هل محمد فوزي وحده كان بطل طفولتي؟ بالطبع لا، هناك آخرون، منهم: محمد ضياء صاحب
أغنية "ألف باء تاء" الذي لم أتشرف يوما ما برؤيته شخصيا، لكنني تأثرت
كثيرا بكلمات أغنيته: "ماما..بابا...وطني..علمي...سلام..حمام...جندي بلدي
شجاع"، كانت أغنية قديمة من سبعينيات القرن الماضي، عشرون عاما قبل أن أولد
تقريبا، كذلك أغنيات فوزي، ثلاثون عاما قبل ميلادي، أغنيات طفولتي المحبوبة كانت
هي بالضبط أغنيات طفولة أمي، وأبي!
في الأربعينيات
والخمسينيات، لم يكن الاهتمام موجها بالقطع للطفل، كان موجها أكثر للكبار، حيث
احتل عبد الوهاب الصدارة خصوصا بعد الثورة، ومعه ابن الثورة البار "عبد
الحليم حافظ"، اتجه الجميع نحو الأغنيات العاطفية، ثم الأغنيات الوطنية
المتمثلة في مدح "الثورة المباركة" وقدح عهد ما قبل الثورة كأغنية
"ذكريات" (2) ل"عبد الحليم" (ألحان عبد الوهاب – كلمات مأمون
الشناوي)، وتناسي الجميع أنهم ولدوا في عهد ما قبل "الثورة المباركة"
وتعلموا واشتهروا بل ومدحو "المليك" الذي يرعي "الفنون"
قبلها! (3)
المهم، تجاهل
الجميع الغناء للطفل ، وفضلوا تدليل "ناصر"، لكن "محمد فوزي"
بحسه الفكاهي وبساطته المعهودة لكن في العام 1956 ، كان يهدهد طفله
"عمرو" في أحد الأيام، قائلا "ماما زمانها جاية، جاية بعد
شوية" لمعت الفكرة في ذهنه، وقرر تحويلها للأغنية التي نعرفها جميعا، وتم
تصويرها بشكل سينيمائي.
الكلمات التي
كتبها "فتحي قورة" ولحنها "فوزي" لم تخرج عن اطار النصح
والإرشاد للطفل، كلها مواقف لأطفال تصرفو "برعونة" مثل: "الواد
اللي اسمه عادل مبيشربش اللبن الصبح" و "أحمد بردو ايده مربوطة"
والشقية التي لم تذاكر دروسها، وجدير بالذكر أن "ماما زمانها جاية" كانت
سبب في رعب أجيال جمة من "الحقن الكبيرة".
كرر فوزي التجربة
في "ذهب الليل" بالاشتراك مع "حسين السيد"، وما ساعد في
انتشار الأغنية قيام التليفزيون بعمل فيديو رسوم متحركة لها، مع بدايات التليفزيون
في الستينيات، لم تخرج الأغنية عن النسق السابق الخاص بالنصح والارشاد، فنسمع قصة
عن "عصفور" قد رمي كراسته وترك مدرسته وخرج لمطاردة القطة، فخربشته
وبكي، كنت بشكل شخصي أفضل تلك الأغنية عن أي أغنية أخري لورود اسم بابا فيها، وفي
العموم هي اغنية جميلة، لازلت أسمعها حتي الآن.
قُدمت أغنية "ذهب الليل" من ضمن أحداث فيلم "معجزة السماء" الذي قام "فوزي" ببطولته مع "مديحة يسري" زوجته آنذاك، الفيلم من اخراج عاطف سالم (4)
رحل فوزي، توقفت
أغنيات الطفل قليلا، لكن من أهم التجارب التي لا زلت أذكرها هي أغنية "ألف
باء تاء" ل"محمد ضياء الدين" وهو "محمد ضياء" آخر غير
الملحن صاحب الزيجات المتعددة، سوري الجنسية، انتقل للحياة في مصر بعد الوحدة بين
مصر وسوريا، قدم العديد من أغنيات الأطفال، متأثرا بمحمد فوزي، قدم العديد من
الأعمال المنسية، أشهرها علي الاطلاق للأطفال هي "ألف باء تاء"، التي
بشكل شخصي أعتبرها الأغنية الأولي في تحفيظ الألفبائية للأطفال.
محمد ضياء
بالمناسبة كان الزوج الأول للممثلة المعتزلة "نسرين" والتي تصادف وأن
ظهرت معه في طفولتها في تصوير لأغنية "البالونة" التي تم تسجيلها
ل"التليفزيون العربي السوري"! (5)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحواشي:
1- حقيقة علمية، يمكنك جوجلتها بنفسك :D
2- أغنية وطنية لعبد الحليم، اقتبس عبد الوهاب فيها من ثلاث أغنيات أخري.
3- المقصود أغنية "الفن" التي غناها عبد الوهاب طمعا في البكوية، لكن الملك فاروق منحها ليوسف وهبي مفضله عن عبد الوهاب.
4- صفحة الفيلم علي موقع "السينما".
5- مقتطفات من حياة محمد ضياء الدين ونسرين من موقع "جولولي".
الحواشي:
1- حقيقة علمية، يمكنك جوجلتها بنفسك :D
2- أغنية وطنية لعبد الحليم، اقتبس عبد الوهاب فيها من ثلاث أغنيات أخري.
3- المقصود أغنية "الفن" التي غناها عبد الوهاب طمعا في البكوية، لكن الملك فاروق منحها ليوسف وهبي مفضله عن عبد الوهاب.
4- صفحة الفيلم علي موقع "السينما".
5- مقتطفات من حياة محمد ضياء الدين ونسرين من موقع "جولولي".
نستكمل الموجز في أجزاء لاحقة -أراكم علي خير-
ريم.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!