شخبطة

أنا في أسوأ فترة من فترات حياتي....ولو مكتبتش احتمال كبير أكون قتلت نفسي قبل يوم الجمعة الجاي، سبعة وعشرين مايو ألفين وستاشر، اليوم اللي حياتي كلها فيه هتكون بتتغير، باغير مكان سكني، ببعد عن عيلتي، بتنقل في بلد جديدة، ببقي لوحدي، مش معايا أي حد، ومعييش حتي الحد الادني من الفلوس اللي ممكن تساعدني أقف علي رجلي في بلد غريب...

فيه سلسلة من الأحداث المؤسفة اللي بتحصل وحصلتلي مؤخرا، ابتداءا من السنة اللي فاتت، ارتبطت بشخص، هو محترم ومهذب، لكن للأسف، أناني بزيادة، مش شايف ف وجودي معاه أي اضافة لحياته، لذلك جيت مجيتش، مكانتش فارقة، حتي معرفتش ارتبط معاه بعلاقة صداقة، خارج اطار الجواز، محستش باللهفة اللي كنت عاوزة أعيشها، محستش انه مشتاقلي زي منا دايما كنت مشتاقاله، وتعبت كتير من اني أمشي لحد، عمره ما مشي ناحيتي خالص...

بعد ما قابلته، بدأت مشاكل تحصل ف البيت عندي، خلافات زيادة ما بين أمي وأبويا، الموضوع انتهي بخناقة كبيرة فشخ، ثم ردح وشرشحة، ثم أبويا ساب البيت، معرفتش أو لساني اتشل، الاتنين غلطو والاتنين عكو الدنيا، وبعدها بكام شهر تحديدا في يناير اللي فات، انفصلو بهدوء...

معرفش ليه حملت نفسي جزء كبير من ذنب طلاقهم، وجوايا احساس دفين اني كنت جزء في الطلاق ده، معرفش ليه، دايما لما بفتكر الموضوع اجمالا عيوني بتتملي بالدموع، يوم ما اتطلقو انا عيطت عياط محصلش، كنت مشغلة عمرو دياب، وأغنية ملهاش أي علاقة بالحزن "كدة عيني عينك..." ولما جت الحتة بتاعة "يللي زمان انا كنت حياتك، شلت زمان ليه من حساباتك" بكيت اوي، حسيت ان انا السبب، والغريب ان أمي نفسها كانت مستغربة من حزني، ومن حزن أخويا الصغير علي كل اللي حصل ده...

لأسباب كتير جدا، انا مش باحب أبويا بشكل حميمي، هو أبويا ومخلفني وكل حاجة، بس دايما مسيطر عليا احساس بالقرف، بالشفقة، لأسباب كتير، المشكلة اني دايما باحكم علي ابويا بقسوة، باحكم علي أبويا من خلال تصرفاته، باحكم علي أبويا من خلال وجهة نظر أمي، وساعات كتير باكره أبويا بسبب أمي، كانت دايما توريني عيوبه وتخبي عنه مميزات، أكيد كل انسان له ميزة يعني، المهم اني كبرت علي ان الراجل ده فاشل، ملوش لازمة، ودايما عبء علي الأسرة...

لما أبويا ساب البيت لمست الهدوء النسبي اللي حل ع المكان، البيت مبقاش فيه ريحة سجاير، مبقاش فيه الراجل المزعج اللي بيقعد طول النهار بالغيار الداخلي، مفيش كوبايات شاي كتيرة فشخ، مفيش حد يقرفنا اننا مغسلناش يونيفورم الشغل كل يوم أربع، مفيش حد يزعقلنا اننا مطبخناش، مفيش الكلام ده كله، أبويا بصراحة كان عامل حس في البيت ولو حس مزعج...

برحيله عن البيت حسيت اني مرتاحة، ويمكن ده اللي مقيدني ومحسسني بالذنب أكتر، خصوصا لأني فعلا مش محتاجاه ف حاجة، منين ما يشوفني يشتكيلي قلة الفلوس، تعبه في الشغل، يحاول يعرف انا بقبض كام، انا مستقلة عن أبويا بالكامل من أربع سنين، مباخدش منه جنيه، بالعكس العكس بيحصل أحيانا...انا مكنتش معترضة، بس الموضوع بدأ يدخل في منحني تاني، اني أنا بدأت فعلا أصرف علي البيت....خصوصا من بعد ماهو سابه...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!