ما بين الحرب الحقيقة والنفسية...ماركو بولو الموسم الثاني..!
لم أعتد بصراحة
علي كتابة مقالات نقدية لمسلسلات أو أفلام، إلا من رحم ربي، أؤمن تمام الايمان
بأنني لم أخلق لنقد المسلسلات، فقط الموسيقي هي من تلامس روحي وأقدر علي تملك
مفاتيحها الصعبة..
لكنني بعدما
انتهيت من مشاهدة مسلسل "ماركو بولو"، في موسمه الثاني، شعرت بشئ ما
يدفعني في داخلي لكتابة نقد، أو مراجعة، او رأي بسيط فيه هذا المسلسل، وإليكم
التفاصيل.
مسلسل Marco
Polo من انتاج شبكة Netflix والتي أصبحت مؤخرا أحد عمالقة الانتاج الدرامي
في الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا بعد انتاجها للمسلسل الذي شغل الرأي العام العالمي
House of Cards والمسلسل الذي يعالج قضية المثلية الجنسية وأبعادها
بشكل درامي Orange is the new black والعديد والعديد من المسلسلات والأعمال
الوثائقية والدرامية الأخري.
مسلسل ماركو بولو
يعتمد في الأساس علي بعض الحقائق التاريخية، تم تحويرها بأسلوب يناسب التشويق
الدرامي، فلأجل غرض الدراما تم لي ذراع التاريخ، لكن في النهاية الأمر يصب في
مصلحة المتفرج العادي، والذي مثلي تماما، قد استمتع بمشاهدة الموسم الأول، والمكون
من عشر حلقات، كالموسم الثاني، والذي تم طرحه مؤخرا علي نت فلكس، دعوني اوضح لكم
أبرز ملامح الموسم الثاني من Macro Polo:
1.
رغم ان اسم المسلسل "ماركو بولو"،
إلا أنه لا يتمحور في الأساس حول ماركو بولو، بل في بعض الأحيان قد تجده لا يظهر
في الحلقة سوي كضيف شرف، وبعض الأحيان قد يكون وجوده غير مؤثر علي الاطلاق،
بالعكس، المسلسل يتمحور حول "قوبلاي خان" خان المغول الشهير، والذي خدم
ماركو في بلاطه سنين عدة، وحول صراعه مع بني جلدته، ومع الصينيين.
2.
مشاهد العري والتي احتوي الموسم الأول منها علي
الكثير، نجدها قد خفتت بشدة في الموسم الثاني، وان احتوي بعضها تصريحا "لكن
لمدة أقل" أو "تلميحا" والمشاهد الذكي بالطبع سيفهم، من الممكن أن
مشاهد العري كانت مجرد عامل جذب للمتفرج في الموسم الأول؟ من يعلم؟
3.
الحوار بدا أكثر عمقا، وأكثر تركيزا، وبدا
مناسبا أكثر لطبيعة كل شخصية، ولم يعد هناك المزيد من الألغاز في الحوار، بل امتاز
بالسلاسة، والبساطة لكن بدون اخلال بطبيعة خلفية كل شخصية.
4.
امتاز الجزء الثاني بالتركيز أكثر علي
النواحي النفسية لكل الشخصيات، وعرض لنا خلفيات تاريخية لكل شخصية، بل وركز علي
الناحية الانسانية لطاغية مغولي مثل "قوبلاي خان" و "أحمد"
و"كايدو" ابن عم قوبلاي، بينما تجاهل وعلي عكس الموسم الأول "ماركو
بولو" والأمير "جينجام" و"بيامبا" أبناء الخان، كما حظيت
"تشابي" زوجة الخان بنصيب عظيم من الناحية النفسية، ويبقي السواد الأعظم
ل "كوكاتشين" زوجة ابن الخان.
هذا الجزء يحتوي علي بعض الSpoilers ف ان كنت شاهدت المسلسل فلا ضرر من ذلك :D
الدراما في الجزء
الثاني، اعلي بكثير من الأول، الأول كنا متشوقين لنري إلي أين ستنتهي رحلة
"ماركو بولو" وهل سيرحل أم لا، ومصيره مع أعداءه في البلاط المغولي، لكن
في هذا الجزء، لا أعلم عن عمد أم بدون قصد، تم تجاهل مصير Polo تماما، ولم يعد محرك للأحداث كالجزء الأول، ربما
لأن حياته لم تعد علي المحك؟ حتي أننا لم نري سوي مشهد واحد"فلاش باك"
لماركو، أثناء اختطافه لوالده من معسكر الجيوش الصليبية.
اعتمدت الدراما
بشكل أساسي في المسلسل علي النواحي النفسية، ف تري المؤلف يعزي سلوك أحمد الغريب
تجاه "قوبلاي خان" لعقدة "أوديب"، فتراه يؤذي نفسه بنوع غريب
من العلاقات الجنسية مع أخت "لي سيداو"، كذلك عقدة الذنب التي أصابت
"كوكاتشين" بعد حملها من رجل آخر غير زوجها نزولا علي رغبة
"تشابي" حماتها، كذلك نلمح بشكل طفيف حب ماركو بولو ل"قوبلاي
خان" الأبوي، حتي انه عاد بعدما تم طرده، وأنقذ حياة الخان للمرة الثالثة
تقريبا.
كذلك اعتمدت
الدراما بشكل أساسي، وكمحرك قوي علي "الضمير" وأزماته، وكيف كان حاضرا
حتي في نفوس أعتي قواد المغول مثل: "كايدو" ابن عم قوبلاي، وابنته
كوتولون، وقوبلاي خان، وكيف حاصره ذنب قتل امبراطور الصين الصغير، الذي أعتبر مشهد
قتله من أقسي مشاهد القتل في الدراما..
كما لن ننسي
اطلالة "نايان" عم "قوبلاي خان" المسيحي، وكيف كان ذنبه
وخطيئته "حب الأطفال" هي من قضت عليه في النهاية، وكيف اختار نهايته
بناءا علي طلب "قوبلاي خان"، والاضاءة السريعة التي ألقاها المؤلف علي
علاقة "مائة عين Hundred eye" مدرب الملك الشخصي
ب"لوتس" حامية الامبراطور الصيني، والتي أعتبرها بشكل شخصي تمهيد لدور
أكبر في الجزء الثالث.
فنيا وانتاجيا:
الموسم الثاني أفضل من الموسم الأول في نواحي عدة.
دراميا: الموسم
الثاني أكثر ظلامية، وعمقا من الأول.
وانا في انتظار الموسم
الثالث..!
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!