صابر الرباعي: أسطورة نجم ينتهي..!

صورة من برنامج زافويس

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه المقالة، مقالة عن أسطورة طفولتي ومراهقتي "صابر الرباعي"، مقالة عن فنان استمعت له منفردا طوال فترة دراستي وجامعتي، شرائط اشتريتها من كل مكان، كنوز التقطتها وسجلتها، حفلات بقيت أمامها مطولا أسمعها مرارا وتكرارا، بوسترات ضخمة علقتها علي حائطي، وأزالتها أمي لأنها تجلب ال"شياطين"، لكن للأسف، الشيطان الذي جلبته الصورة لم يبق في غرفتي، فقط دخل إلي عقل صابر.

بالأمس كان نهائي برنامج المسابقات الممل "زا فويس" واحد من عدة برامج تقدمها محطة MBC طمعا في جلب المزيد من الاعلانات للمحطة، بالأمس قدم صابر الرباعي أغنية جديدة، بالخليجية، كالعادة، لم أسمع الأغنية، أنفر بعض الشئ من الأغنيات الخليجية، لا ضير في هذا، فالأذن تستمع لما تحبه وليس لما يحب الفنان، لكن من الواضح أنه يستهدف الخليجيين فقط، ولا تعنيه مصر في شئ.

حاولت استرجاع آخر أغنية أعجبتني لصابر، كانت أغنية لمسلسل في رمضان الماضي اسمها "بنتخلق" لمسلسل "أحمد السقا" كانت أغنية درامية زاعقة، جميلة، قبلها لم أجد شيئا..!


لمن لا يعلم، صابر الرباعي هو الوحيد الذي أحتفظ له بأرشيف مترخ علي حاسبي الشخصي، كما لا زلت أحتفظ بمجموعة شرائط الكاسيت برغم أنها لم تعمل منذ أعوام طويلة، سأسمح لكم بإلقاء نظرة علي مكتبتي الشخصية:
صورة لمكتبة أغنيات صابر من كومبيوتري الشخصي.

كما ترون، بعد البحث والتمحيص، وجدت أن آخر ألبوم يستحق الاستماع قدمه لنا "الرباعي" كان في عام 2009، وهو ألبوم "واحشني جدا"، ثم أخذت الألبومات في الانحدار، ألبوم "عد حبايبك" كان مقبولا فنيا، وأتي في ضمن ظروف ثورة مصر وتونس، ثم الكارثة الكبري، ألبوم "أجمل مختصر"، سماعه أصابني بخيبة امل كبيرة، لا لقلة الأغنيات المصرية به، لكن لمستواه المرعب فنيا، مستوي لا يليق بفنان جديد.

لا أجد غضاضة في أن أقول أن ألبوم "سيدي منصور" الذي قدمه الرباعي من خمسة عشر عاما، أعلي فنيا من كل ما قدمه في السنوات الأخيرة، ومع كل السنجلز الخليجي، التي لا أجد لها داع علي الاطلاق..!

صابر وزوجته اخلاص


مستوي "الرباعي" آخذ في الانحدار فنيا، منذ أن احتلت أخبار "زواجه" و"طلاقه" صفحات المجلات والأخبار الفنية، منذ أن احتلت الاعلانات مساحة من كليباته لا يستهان بها، منذ أن صار يهتم بذكر "براند" ملابسه، عن أغنياته التي يقدمها، والتي هي من صميم عمله من الأساس.

بعض من الأسئلة التي تدور بخاطري منذ فترة طويلة:

هل أصيب الرباعي بالغرور الفني؟
سؤال مهم، الرباعي تخلي عن مرحلة الانتشار منذ زمن بعيد، انتشاره عامة ونجاحه الفني التام اكتمل مع عام: 2004، مع ألبوم أتحدي العالم، وبعدها بدأت رحلة الهبوط، عكس النجاح، بدلا من أن يظل علي القمة، كعمرو دياب مثلا، بدأ في الهبوط، البطئ أحيانا، والسريع مؤخرا.

علي يقين أنا من أنه فنان، يحتاج للماديات والمظاهر كي يستمر بالشكل اللائق، لكننا أيضا بحاجة لفنه الجميل، الماديات لا تأتي بهذا الشكل الفج، والغرور الفني سيقتل صاحبه يوما ما.

الصورة من بوستر ألبوم الغربة

متي توقفت عن سماع صابر الرباعي؟
كما أسلفت، لم يقدم جديدا منذ ست أعوام، يصدر العديد من الأغنيات المنفردة الخليجي للأسف، أغنيات أسمعها بالصدفة ك "كش ملك - ولا انت حارس للنجوم" وغيرها، متي كانت أغنيات صابر تذاع خفية؟ وهي التي كانت تملأ الدنيا ضجة؟

ماذا قدم صابر الرباعي في ألبومه الاخير؟
في ألبوم "أجمل مختصر"قدم صابر الرباعي، توليفة من أغنيات "تونسية" والتي لا اعتراض عليها علي الاطلاق، و"خليجية" و"لبنانية" وأغنيتين مصرييتين، الاثنين من ألحانه، منها واحدة مهداة ل"وردة الجزائرية"، الأغنيتين مستواهما متوسط، ان سألت أي مار عن أشهر أغنيات صابر لذكر لك "أتحدي العالم" و"أجمل نساء الدنيا" و"خلص تارك" ولن تتعدي ذاكرته هذا الحد.

أغنياته أصبحت سريعة النسيان، لا بصمة لها، لم يعد يقدم الأغنيات بحب وضمير كالسابق، ومنذ أن أصبح يغني للسوق، فقد طبقت عليه معايير السوق، أشعر أنه أصبح غير حر، ان أخذت في الاعتبار تجربة ألبوم "سيدي منصور" وألبوم "أجمل مختصر" ستجد سيدي منصور أكثر حرية وانطلاقا من "أجمل مختصر" فسيدي منصور حمل الأغنيات التونسية، المصرية، الخليجية، القصيدة، وهو ما عمل صابر علي تجاهله بشدة في كل ألبوماته بعد ذلك.

حتي صوته القوي، توقف عن استعراضه، واحساسه الشجي، لم يعد يصلنا، جل اهتمامه أصبح علي شعره المستعار "المبالغ في منظره"، ونوع بذلته، وزوجته الجميلة وابنه الأصغر، وبرنامج "زا فويس"، أما الشئ الوحيد الذي سيبقيه حيا بعد مماته، وسيخلده في التاريخ، لا يهمه...لا يهمه علي الاطلاق...

شكرا يا صابر، شكرا علي تاريخك الذي تنهيه بيديك..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

محمود بقزازة... #شكوكو