المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

مرهقة متعبة...

انا مرهقة... أعمل بدوام كامل ستة أيام في الأسبوع، ومكان عملي يقع علي بعد أكثر من أربعين كيلو مترا، أستقل حافلتين حتي أصل لمكان عملي، ثم يبدأ روتيني اليومي الذي يتضمن الحديث عبر الهاتف، والمجادلة، والبيع، والاستفسار مع شتي أنواع البشر، ناهيك عن تلبيية استفسارات مدرائي، ومتابعة سير العمل في الشركة عبر فريقي الصغير... متعبة أنا، لأنني أحيا في بلد غريب، يبعد ثلاث ساعات بالطائرة عن مصر، أحيا بمفردي منذ عامين ونصف، أغسل ملابسي، أطهو طعامي، أوزع نفقاتي، أدعم عائلتي، وأحاول محاولات عابثة أن أوفر بعض المال... متعبة للدرجة التي نسيت معها لماذا سافرت من مصر في المقام الأول، متعبة ولا أستطيع الجواب علي سؤال بسيط اجابته هي سبب بقائي وحيدة في الامارات حتي الآن، وأنا أحارب مرض الاكتئاب، وأحارب السمنة، وأحارب القلق والتوتر والاحباط، أحارب كل هذا: وحدي.. ربما ما أقوله لنفسي هو ما يجعلني أستمر، ربما لأنني لم أجد ركنا ركينا ألتجأ إليه كأب، أو حبيب أو زوج هو ما يجعلني أستمر، ربما كبريائي الشخصي، ربما ايماني بأنه أيا كان الطريق الذي يقطعه الانسان، فهو أمر كفيل بجعلك تسير في نفس الاتجاه، ولا

من خلف الزجاج...

صورة
كنت قد انتهيت من توديعك قبل ساعتين فقط، لم أطق البقاء وحيدة حيث تركتني، اتصلت بصديقة، تبادلنا القبلات وجلست إلي نافذة المحل الزجاجية، رأيت أحدهم يشبهك، نفس الطول، نفس اللحية، نفس الابتسامة، كان مع زوجته وطفله، رأيت في مشهد عابر مستقبلك ومستقبلي، حيث تنعم أنت بالسعادة معها، وطفلكما بينكما، بينما أنا أشاهدك من خلف الزجاج، وددت لو بكيت وقتها، لكنني أبكي الآن وأنا وحيدة، عدت حيث تركتني، وحيدة حيث سأظل للأبد... رائحتك علقت بالشراشف، علقت بجسدي، علقت بشفتاي وشعري، لا أدري كيف فككت التصاقي بك وذهبت، لا أدري كيف تركتك تخرج، فقط خرجت، فقط رحلت، ووجدتني دون أن أدري أبكي، لا أدري هل أبكيك أم أرثي لحالي لأنني سأعود وحيدة، ربما من أثر التصاقي بك، ربما أودعك.... فقط أنا أفتقد طعم شفتيك، رائحة جسدك...أفتقد وجودك...أفتقد حلولك ضيفا علي حياتي، ضيفا أعلم في قرارة نفسي أنه راحل، أنه ملك لإمرأة أخري، امرأة أحسدها، أغار منها، ربما أكرهها، امرأة لا أعرفها لكنها تملكك، وأنت تحبها....هنيئا لها...

سبتمبر...

صورة
لا أحد يدري حتي الآن ماذا كان يصنع " عم خليل " في البرد القارس، وكيف له أن " يسقي الورد " بكل بساطة في عز البرد..! الثابت أن شهر سبتمبر يحمل في طياته روائح الكتب الدراسية الجديدة، روائح الجلاد الأحمر والأصفر والأزرق، روائح التيكيت الذي اعتدت تقسيمه بالمقص والمسطرة، وتجليد الكراسات ولصق الجلاد بالسوليتيب، وتجليد الكتب بالورق المقوي، رائحة الجو في سبتمبر: دراسة..! تخرجت من جميع مراحل التعليم الأساسي والجامعي منذ أكثر من ستة سنوات، أقسمت بعدها علي ألا أمس كتابا أو أمر باختبار طالما حييت، تخلصت من الواجبات المدرسية، ثم الأسايمنتس، ثم الأكواد، تخلصت من الميد ترم، والفينال، ومشروع التخرج، معامل الكلية، وجوع نصف اليوم، ثم وجبات الجامعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لكنني ما زلت أحمل بداخلي الحلم الشهير، امتحان الثانوية العامة، القلم الضائع، التأخير علي اللجنة، والذي عايشته وكان من أكثر الأحداث رعبا في تاريخي في المرحلة الإعدادية، حيث فاتني موعد امتحان الجبر في امتحان الشهادة الإعدادية، وهرعت "تقريبا بالبيجامة" إلي اللجنة، حيث ساق لي الله مراقب بهاتف محمول &