الأب الروحي 3 - الابن الضال!

الأب الروحي 3.
الابن اللقيط للملحمة الخالدة!

تأرجحت في سني مراهقتي الأولي ما بين الكره الشديد إلي الحب الجارف لملحمة الأب الروحي بشكل خاص، ول­"آل باتشينو" بشكل أخص، أذكر في أوائل مراهقتي وقت عرض الفيلم في "نادي السينما" أنني كرهته، فيلم مظلم، تقريبا لا أحداث تدور فيه، رجال مافيا عنيفو الطبع، لا شئ يشجع مراهقة غريرة مثلي علي المشاهدة!

Image result for godfather iii

حبي لأل باتشينو بعد فيلم "محامي الشيطان" جعلني أعيد النظر في كل هذه الكراهية غير المبررة أو المفهومة، وقتها وقعت في غرام السلسلة، بكل تفاصيلها.

الان أنا أكتب لأنني أعيد مشاهدة الفيلم للمرة المليون بعد المليار، لكنها ليست النسخة المطروحة للعرض العام، هي نسخة متلفزة قام المخرج "فرانسيس كوبولا" بإعدادها بنفسه، ليجد التمويل اللازم وقت انتاجه لفيلمه الحربي الأشهر "القيامة الآن Apocalypse Now".

 نسخة تم وضع أحداثها الزمنية في الترتيب الصحيح، حيث تبدأ السلسلة بفيتو كورليون طفلا، ثم شابا، وكيف صعد إلي السلطة، ثم صعود "مايكل" من بعده، مع العديد من المشاهد المحذوفة لطول الفيلم الأصلي، مشاهد هامة، لكنها حذفت للأسف.
الفيلم الذي حمل عنوان The Godfather Saga  كان نتاجا للجزئين الأول والثاني فقط، ظننت أنه لطول الفيلم "7 ساعات" أنه مونتاج للأجزاء الثلاثة، لكن وللغرابة الشديدة، غاب الجزء الثالث!

كأن هناك مؤامرة صامتة تجمع كل عشاق السلسلة بحبهم الشديد لأول جزئين، ونبذهم التام للجزء الثالث! لماذا؟ لا أدري! بعد الوقت الزمني في الإنتاج ربما كان أحد تلك الأسباب، فالجزئين الأول والثاني تم انتاجهم في سبعينيات القرن الماضي، وانتهت أحداث الجزء الأول بوفاة "فيتو" والثاني بوفاة "فريدو" لكن الثالث تم انتاجه في تسعينيات القرن الماضي، وسط احتفاظه بمعظم أبطال العمل "تاليا شاير – آل باتشينو – ديان كيتون" وغياب "روبرت دوفال".

باختصار شديد تدور الأحداث حول نية "مايكل" التنحي عن قيادة العائلة ومنحها ل"فنشنزو" ابن شقيقه الأكبر "سوني" الغير شرعي، وسط مشاعر مختلطة بين حب مايكل الجارف لأولاده، وخيبة أمله فيهم، انتهاءا بفاجعة الفيلم، والمشهد الختامي الذي اقشعر له بدني "علي الأقل"، لحظة موت ابنته.

Image result for godfather iii

كعادة أي فيلم له ما له، وعليه ما عليه، حمل الأب الروحي في جزءه الثالث عيوبا عديدة، كان من الممكن أن تمر بسلام لو لم تتم مقارنته بالجزئين الأوليين، وأسلوبهما السردي العظيم، ولجوء الجزء الثاني للسرد المتوازي بين خط صعود "فيتو" الزمني، وخط صعود "مايكل" الزمني، حمل الجزء الثالث رواية من جهة واحدة، وخط سردي واحد، وأتي العيب القاتل في الفيلم "صوفيا كوبولا"!

قد تكون "صوفيا كوبولا" مخرجة موهوبة، أو جيدة، لست هنا لمناقشة أعمالها الإخراجية، لكنها قطعا ممثلة فاشلة، ذات ردود أفعال رديئة باردة كلوح الثلج، لم تقدر علي مواجهة أداء "تاليا شاير" الملتهب، ولا أداء "ديان كيتون" الهادئ الرزين، مثلت كأنها طفلة بلهاء، أدت دورا أكبر من قدراتها التمثيلية، فحملت علي عاتقها افشال فيلم عظيم كالجزء الثالث من السلسلة.

لا أتفق مع الكثيرين في نبذهم للفيلم، أحبه كخاتمة للسلسلة، صعود وسقوط مايكل كورليون، تحوله من بطل حربي وشخص هادئ إلي زعيم قاسي القلب، متبلد المشاعر، يقتل أخاه بدم بارد، فاستحق النهاية التي حظي بها، رغم انها تشابهت مع نهاية والده، لكن والده في النهاية سقط بالقرب من حفيده، وسط عائلته، لكن مايكل سقط وحيدا، استحق ما ناله تماما.

ريم.
أبو ظبي
5 فبراير 2019

تعليقات

  1. كثيراً ما يضيّع الإنسان الكثير من وقته في قراءة كتاب غير مفيد، أو قراءة كتاب صعب بينما هناك الأسهل، أو كتاب سطحي بينما هناك الأعمق.
    خبير سيو

    مقابر للبيع
    مدافن
    تحميل واتساب الذهبي
    تحميل واتساب الذهبي
    خبير سيو
    خبير سيو

    ردحذف

إرسال تعليق

تعليقك يسعدني..يا أفندم!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!