مذكرات عشيقة حالية ~ تحليل لآخر أعمال "مروان خوري - يا بتكون لئلي"
هجرت الكتابة منذ شهورا طويلة, حاسبي المحمول كان يحتضر، والحمد لله اشتريت واحدا جديدا، لكنها المعاناة في أن أحفظ أماكن الكيبورد الجديدة، وبما إن قراري تأجل شهورا طويلة، فقد قررت أن أكتب عن فناني المفضل، لعلها تصبح فاتحة خير وأعود للكتابة مرة أخري....
كعادتي، قررت أن أمزج ذكرياتي الشخصية مع حبي لمروان مع نقدي المتواضع لأغنيته الجديدة، التي وبالمناسبة أعجبتني، وأاعادتني لأيام "العد العكسي" رباه...هو ماهر حقا في كتابة تيترات المسلسلات، درامي يعشق الدراما، ورغم جمال الأغنية إلا أنني في تمام التأكد بأن المسلسل سيصبج غاية في السوء والمط, تماما كما كان "لعبة الموت" و "تشيللو"، يكفي أنني شاهدت في التيتر "نيكول سابا" لأتأكد من انتهاك صارخ في حقوق الانسان المتفرج علي التليفزيون، لكن، شكرا لهذا الانتاج الدرامي الردئ الذي يجعل مروان يخرج علينا بعمل عظيم كل حينة ومينة...
الأغنية من كلمات وألحان: مروان خوري وتوزيع شقيقه الأصغر: داني خوري، والذي علي غير عادته هذه المرة...أجاد بشدة...!
بداية تدخل الأغنية بنغم صخم للبيانو، صخب منظم يصحبه القيثارة، والتي هي اللاعب الأساسي في متن الأغنية، ويختفي فيها البيانو، منتجا لنا شيئا فريدا لم نراه في أية أغنية لمروان قط، مطلع مختلف عن أي مطلع موسيقي عرفناه من ذي قبل...
ثم صوت مروان:
"يا بتكون لئلي...
يا لغيري ما رح بتكون...
يا بتغلي بقربك حياتي...
يا الموت ببعدك بيهون..."
ثم تكرار للمطلع بصحبة طبول تشي بجو حرب سيحدث بعد قليل، والذي ترتفع حدته شيئا فشيئا عندما يحتد صوت مروان قائلا:
"حبي إلك بحرو غميق...
شمسو دفا نار وحريق...
يا بنمشي ع نفس الطريق
وبشيلك بيعيوني...
يا بطفي نارك بقلبي
وع ايديي بشيلك غريق!"
أعجبني تخلل الكمنجات في هذا الكوبليه، كأنها فواصل تهدئ من حدة الصورة الشعرية...
ولنا هنا وقفة....صرنا منذ فترة نشهد تمرد "خوري" الشعري، علي قصص الغرام التقليدية، أو العشق الكلاسيكي، وهو ما رأيناه جليا في كلمات أغنيته "أكبر أناني" والتي أعلن في نهايتها صراحة "انا كرمالك بعلن نفسي بهالدنيي أكبر أناني" لكن هذه المرة الموضوع تعدي الأنانية، بل وصل للقتل..! فالمحب في الأغنية يعمل بمبدأ "عليا وعلي أعدائي" يعني إن لم تكن لي فلن تكن لغيري..!
صولو مزيج ما بين البيانو والطبول الحادة والقيثارة، حوار متكامل متناغم، يختطفك خطفا إلي المعركة الثانية، وإلي انعطاف لحني غاية في العبقرية، كان من الممكن أن يصبح مطلع لأغنية أخري...!
" بين قلبي وبين قلبك
فيه سلم وحرب..!
بيموت الحب لو ضاع
واسود القلب
يا كل الكل بتكون
يا علي ما بتمون
بمحيك وبمحي عيون
كانت بتحب..."
إنها إحدي المرات القلائل التي يطبق فيها مفهوم البلوت تويست في الموسيقي، ف اللحن وهدوء الكلمات موشيان بأغنية رقيقة هادئة، لكن ما حدث هو العكس! لقد لطمتك أمواج مروان خوري الشعرية والموسيقية في آن واحد! يالك من وغد محظوظ!
سريعا سنتحدث عن روعة الصور الشعرية في الكوبليه السابق، لن أحللها لكن سأتركها لذواقتك، لكن ما استوقفني هو استخدام "داني خوري" لصوت مروان في المقطع الثاني من الكوبليه، كصوت مستعار، ربما شعر أنه بحاجة لاضفاء بعض القسوة للأغنية، أو ربما كسرا للملل، لكن من المؤكد أنه كان قرارا صائبا...أيضا الصورة الشعرية في " ياكل الكل بتكون، يا علي ما بتمون، بمحيك وبمحي عيون كانت بتحب.." لا أدري لم ذكرتني هذه الصورة بأوديب الملك، الذي فقأ عينيه لما اكتشف انه عشق أمه، في النهاية العشق في هذه الأغنية عشق عاصف مؤذي، محمل برياح الأنانية والعذاب.
"مين قالك مين مين انو الحروب
هي والحب مرات ما بيمشو دروب..؟
تأمل بالكره وشوف...
مكتوب بغير حروف...
كان جرح بقلب ملهوف..
وصفا ع غروب...!"
طبعا لن يترك لنا مروان فرصة للتفكير في الصفعة التي تلقيناها في الكوبليه الأول، وهاهو يسدد الثانية لنا جميعا، حتي يردينا صرعي من إثر قسوته...
أعجبني مصاحبة البيانو والكمان للكوبليه، كذلك التوزيع الممتاز، رغم أنه ذكرني بعض الشئ بتوزيع جملة "الدنيي شو إلها معني لولا الاختيار" في أغنية "العد العكسي"
ثم تكرار لمطلع الأغنية وصمت...صمت مطبق لا قوة بداخلي حتي للتغلب علي، أظن أنني بحاجة لاستعادة توازني بعد هذه العاصفة الشديدة، واعادة ترتيب أفكاري....
وأظن أنه قد حان الوقت للعاشق الغاضب الثائر الموتور أن يخرج من عباءة مروان خوري، بعدما قدم لنا سنينا طويلة عاشقا مهذبا، أنيقا....فلا بأس من بعض البعثرة في المشاعر والأحاسيس...أليس هذا حال الدنيا؟؟
في النهاية أتقدم بالشكر لمروان علي هدية عيد ميلادي الجميلة التي قدمها لي بدون قصد، أغنية رائعة وتستحق بلا شك العلامة الكاملة...
ريم نفادي
ليل أبو ظبي
27 مارس 2017
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!