دمعة وابتسامة...
دمعة وابتسامة...
التوت قدمي وانا في طريقي للشارع، بسملت
وحوقلت وتألمت وتأوهت في صمت، قاومت الألم وأكملت السير،تابعت السير، في مستشفي
للتأمين الصحي ذهبت، وكدت أضرب الموظفين غيظا من تعنتهم معي،والتعنت صفة لصيقة
بموظفي الحكومة، اشتريت الاستمارة الزرقاء، وأخذت التعليمات من إحداهن التي عرضت
عليها الحصول علي اثنين جنيه اضافيين حتي لا نبحث عن فكة.
اشتريت الاستمارة، قابلتهم وهم يحملون ذويهم
حملا، قابلتهم وهم أمام المصعد لعجزهم عن المشي، قابلتهم وهم يرتكنون إلي الحائط
ارهاقا وتعبا وكمدا، قابلتهم في كل مكان، ورأيت المبني الأبيض الذي كان أسودا،
آثار الحريق اختفت وبقيت فقط في ذاكرتي، القمامة إلي جوار مبني المحافظ، والمحافظ
يؤكد أن الجيزة خالية من القمامة.
وقفت في الميني باص المزدحم، ظهري آلمني من
مطبات الطريق ورعونة السائق، شارع الهرم خال، كذلك قلبي، لمحت أحدهم يهم بالنزول،
تبجحت مع امرأة أرادت ألا تجلسني في المقعد الخالي، جلست، جلس إلي جواري شاب، وضعت
السماعات، ولاأتذكر مما سمعت شيئا، مضي الطريق بسرعة، ألقي لي الشاب بورقة، ظننتها
ألقيت بالخطأ في أول الأمر، ثم اتضح لي أنها تحمل رقم هاتفه المحمول، أين كتبها؟
ولم ألقاها لي؟ لا أدري!
في الطريق الصحراوي، ركبت الميكروباص، وقف
أحدهم يصيح في الموقف كي يتفضل أحد السائقين ويفتح لنا السيارة، ركبنا السيارة،
نزل الركاب تباعا، وقبل هدفي بحوالي كيلو ونصف الكيلو أصبحت وحيدة في السيارة،
السائق يسرع، وخفقات قلبي تسرع، وكأنه ينظر في داخلي، سألني عن مكان نزولي، ونزلت،
وأخبرني أنه لا داعي للقلق، فأنا كأخته.
سرت طويلا طويلا بداخل المكان الواسع البعيد،
المياه تهدر في كل مكان لري أشجار لاأحد يتمتع بخضرتها، ولا أحد يجلس في ظلها، مياه
مهدورة في كل مكان، تذكرت نفسي وعجزي عن الاستحمام منذ أيام، وضحكت في سري، ووصلت
إلي هدفي.
نفس المبني، نفس الأسلوب، نفس الروح التي لا
توجد، نفس أشكال البشر، نفس الهواتف الذكية والعقول الغبية، كلهن من البلاستيك،
وكلهم من الصلصال، عديمو الروح والشخصية، وكلماتهم تزدان بالانجليزية، التي
يتقنونها كلغة أهل بلدها بينما ان قدمت له بيتين من الشعر عجز عن هجائهما، دخلت،
أرسلوني إلي مبني بعده، ومنه إلي مبني آخر، ومن المبني الآخر للطابق الثالث.
في الطابق الثالث صعدت، هناك من يوقع سعيدا
بانضمامه للكيان العملاق، وهناك من يتسلم أوراقه سعيدا بالخروج من الكيان العملاق،
وانا أحاول الخروج، فلا أنا سعيدة بالبقاء ولا انا سعيدة بالخروج، قابلت المختص،
هواتف مع أشخاص لم أقابلهم من قبل، اسئلة، وانتظار، وقلق، وسباب يخرج مني عند
العصبية، الجميع يترقب مباراة الأهلي، وانا لا ألوي علي شئ.
كتبت استقالتي مرتين، وكأنهم لم يكتفوا
بالمرة السابقة، وانتظرت، وأتاني هو بورقة مطلوب أن يوقع عليها كل كبير وصغير في
الشركة، من القرية الذكية، لزهراء المعادي، وانتهاءا بالمريخ، وهواتف، وقلق، وقرف،
هممت أن اتشاجر معه، لكنني جبنت، وذهبت لأشرع في بدأ رحلة الامضاءات والكعب
الداير، وقبل أن أبدأ، انتهيت.
أوقفت التاكسي، منحته جنيهات خمسة، ركبت
الميكروباص، بكيت، بكيت مجددا، ظللت أبكي طوال الطريق الصحراوي، حتي انتهي
منظرالرمال، ركبت مواصلة أخري، وأسندت رأسي للنافذة، وعندها فقط نمت، ولم أفق إلا
وانا أمام مطعمي المفضل، أكلت، وأكلت حتي امتلأت، انتقمت لا أدري ممن سوي نفسي،
وخرجت لأحدث أمي وأنا أضحك، وأتفرج علي واجهات المحلات.
قابلت أمي، واشترينا حذاءا جديدا لي، تسندت
علي يدي وسرنا قليلا، ثم وقفنا لاصطياد ركوبة للبيت، السائق لا يدري أن يذهب، وأنا
رأسي يطن، وأمي متعبة، جارتنا ستتزوج، والأخري كانت نائمة، وانا أبكي في داخلي،
أتي أبي، لم نطبخ شيئا للغداء، أعددت الطعام، سلقت المكرونة، أبو تريكة يحرز الهدف
الأول، وأعددت المائدة، وأحمد عبد الظاهر يضع الثاني، الأهلي حصل علي الكأس، وانا
لم أحصل علي أوراقي.
10 نوفمبر 2014
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يسعدني..يا أفندم!