هرتلات فلسفية...


عادة عندما أكتب عملا طويلا و مرهقا أو قصيدة طويلة نالت استحسان الناس....أقع أسيرة لها لأيام طوال أو شهور طوال و يصبح كل ما أكتب بعد ذلك مجرد أصداء لذلك العمل البعيد...كنت أتمني أن يكن عقلي كعقل الرجال...الصناديق..ما ان أفتح أحد الصناديق حتي أفقد الوعي بكل ما هو خارج الصندوق..عيبي انني قليلة التركيز و قليلة الصبر و كسولة....أتغلب علي كسلي لكن أحاول بشتي الطرق أن أتغلب علي هذه العقدة....

اليوم رأيت نفسي بعد عشرة أعوام..واحدة من أهم السيناريستات في مصر و الوطن العربي...رأيت نفسي شاعرة معروفة و سيناريست ماهرة...رأيت نفسي في أماكن عدة....شخصيتان تداعبان خيالي...كتبت فيهما الكثير لكن لا أعلم متي  و أين سيجتمعان و هل سأغير كل ما كتبت مثلما حدث في ذلك المسلسل...لست راضية مائة بالمائة عن مسلسلي...هو مكتوب بطريقة الهواة...لكنني إلي حد كبير استطعت أن أمسك بخيوط الدراما في يدي كي أبقي الموضوع متوازنا...لكنني خضعت للمط و التطويل..حتي أنني أفكر في جزء ثان....

أشعر بالفزع من كل شئ...أي شئ يطرأ جديدا علي حياتي يفزعني...أنا لا أتكيف مع التغيير بسرعة لكن أي تغيير من صنع يدي أتكيف معي...لأنني أصبح من داخلي مقتنعة بأنه التغيير المثالي...يومي قد انتهي أمام الأفلام الأمريكية اليوم...كم هي جميلة و عالمها ساحر و براق...القتلة يتمتعون بالجاذبية و المسافرون عبر الزمن في كل مكان و الرصاص يطيش و لا شئ يصيب البطل و البطلة...سحر و خيال واسع و جميل...أحب هذه الأخيلة و أحبني أكثر و انا أحيا بداخلها أو بمعني أوضح..أكتبها!!!.

"معلق أنا علي مشانق الصباح...و جبهتي بالموت محنية..لأنني لم أحنها حية!!"...بيت من كلمات سبارتاكوس الأخيرة....كلمات أمل دنقل و الموسيقي المصاحبة تجعلني كما لو أنا زوجة سبارتاكوس...أشعر بالثكل و الحزن كلما سمعتها...."في اللحظة التي استرحت فيها مني استرحت منك..."...أكتشف مع الأيام مدي غبائي..في أنني خسرت كل هؤلاء البشر يوما ما....لا لمجرد العواطف و الصداقة..كلها أشياء بالية و لا تعني لهم و لا تعني لي الكثير...أصالح صديقة قديمة فقط لأنني لا أرغب في قطع العلاقات أما العواطف و الصداقة فكلها لا تهم...ماذا يهم في كوني لا أشعر بالارتياح لها منذ أكثر من عامين...لا شئ...المهم هو دوام العلاقات....لا شئ سيضير من توصيل سلك في القابس طالما لم يكن هناك داع للكهرباء....خسارتي لها لن تنقصها شيئا لكن بالتأكيد اضاعة لفرصة واحدة صغيرة قد تأتي و قد لا...في أن أزيد مني شيئا...
كم هي واهية الصداقة..مجرد أن تمنح أحدهم الحق في أن يخترق حياتك و يمنحك أحدهم الحق في اختراق حياته تصبح الحياتين معا في خطر...أكره مسألة أن يصبح أحدهم معلقا في عنقك...و أكره مسألة أن يتعلق مصير شخص بمصير أخر...الحياة غير عادلة لذا لا يمكننا أن نطلب منها أن تكون غير طبيعتها...يمكننا أن نتمتع بعدم العدل نحن الأخرين...أكره توتري...انا متوترة و عصبية و غبية طوال الوقت...أحب قتل الأشخاص و كتابتهم...و فعلا...أحمد عز قد خرج من داخلي للأبد عندما أنهيت كتابتي عنه...أتورط أنا بشدة مع أبطالي...إلي درجة التوحد و الجنون و التماهي....جميلة هي كلمة التماهي...

التماهي لمن لا يعلم هي امتزاج المياة بالمياة..أي من خلال منظور فيزيائي اتخاذ شكل الاناء الذي أنت موضوع فيه...ان وضعوك في محفل ماسوني..تصبح من زعماء الماسونية و ان وضعوك في كنيسة تصبح بابا الفاتيكان...لا قرار لي في شئ...أو انا من بيدي القرار لدرجة أنني تماهيت مع نفسي و مع الأخرين...لا أعلم من بدأ...فقط أتذكر اللحظة التي أتوحد فيها مع أبطالي و أصبح أنا هم...و هم أنا...و أحب تلك اللحظات..و أحب أن أتركهم ليتصرفوا مثلما شائوا و شاء لهم القدر أن يتصرفوا...

سحقا للصداقة و الحب و كل المبادئ التي لا معني لها...الحياة غير عادلة...لذا...لا تطلبوا مني رجاء أن أتمتع بالعدل....أنا أبعد ما يكون عن استقامة ذلك الميزان المقدس...أنا لا أجرؤ علي المساس به...و أني للشيطان أن يتلمس سبيل الرشاد...الغواية هي الطريق لمعرفة الصواب...طريق خاطئ في فهم الحياة...لكنني و بكل صراحة أعتمده لحياتي مبدأ حتي و ان كنت لا أعترف به صراحة.... و كل شئ مسمي باسم غير اسمه...حتي و ان أسميت الحياة موتا....لن تكن صريحة...حياتي أقسي من الموت...و الموت مجهول لا أدري ما وراءه...و الله أعلم!!!

25 يوليو 2011


تعليقات

إرسال تعليق

تعليقك يسعدني..يا أفندم!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!