الجاذبية = صفر...!

نشرت هذه المقالة علي موقع بوابة يناير في 21 فبراير 2014

كان فيه مقولة مشهورة في الأواسط الهولودية في أمريكا، المقولة دي بتقول “if you can’t make it good, Make it 3D”
عمري ما كنت صدقت الجملة دي، إلا النهاردة بس..!

ألفونسو كوارون وجوناس كوارون عملوا فيلم مبهر جدا جدا جدا جدا، ونسيو أهم حاجة فيه: القصة 
:D
مش صحيح أن وجه اعتراضي أن الفيلم مفيهوش غير إتنين ممثلين، فيلم Cast away اتعمل بممثل واحد وكسر الدنيا والحياة كانت ماشية، لكن الفيلم ده، وشهادتي لله، مفيهوش فيلم أصلا.

نمسك الفيلم عنصر عنصر بقي:

السيناريو: العشر صفحات اللي كان فيهم الحوار (لأنه كان قليل بالمناسبة)، والخمسين ألف صفحة اللي اتكتب فيهم الحركة والسيناريو نفسه، كان مش قوي، ياخد في النهاية حوالي خمسة علي عشرة، لأنه لو اتقرا لوحده من غير الفيلم ما أظنش أن الصورة كاملة هتوصلك، وأظن إن السيناريو كان مسطح جدا، وأداء ساندرا بولوك هو اللي بث فيه الروح مش العكس.

الموسيقي: الموسيقي كانت شئ جميل في الفيلم، وهي أحد نقاط قوته كفيلم في الأساس بعيدا عن إبهارات الجرافيكس، وستيفن برايس أبدع فيها فعلا، لدرجة إنها فكرتني بمقطوعة فيلم Space Oddesy بتاع ستانلي كوبريك.

الموسيقي أضفت علي الفيلم جو الغموض، وكترت فيها الآلات النفخية، والإيقاعات، وإلي حد ما ومعرفش ليه لما سرحت فيها شوية افتكرت العزيز هانز زيمر. الموسيقي تستحق 6 علي عشرة ويبقي كفاية أوي.

الصورة: مبهرة إلى أقصى الحدود، لدرجة إني وانا بتفرج وقفت الفيلم عشان أشوف صورة كوكب الأرض من فوق، وحسيت إن انا اللي باصة عليها من فوق، وكنت بتحرك مع حركة النيازك والعواصف المعدنية اللي بهدلت المكوك بتاع بولوك وفريقها، وكنت حاسة إن من كتر واقعيتها هتيجي فيا أنا فعلا , الصورة تاخد 8 علي عشرة.

الجرافيكس: الجرافيكس، هي فخر معامل الGFX الأمريكية، ونتاج آخر تكنولوجيا، والفيلم فعلا، ميتشافش غير 3D وغير كده هنبقي بنظلمه، وأنا في انتظار أكثر من السينما اللي عمرها ما خيبت آمالي وطموحاتي كمشاهدة جيدة ليها.

الأداء التمثيلي:
بالنسبة لجورج كلوني: أداء عادي، طبيعي، حسيت إنه مش بيمثل علي قد ماهو بيأدي بحب مع ساندرا بولوك، وإنه عامل الفيلم ده كله عشان يقضي يومين كويسين في بيئة معدومة الجاذبية، ويعمل فيلم مع بولوك وياخد أجر مش بطال أكيد.

بالنسبة لساندرا بولوك: العادي من ممثلة عملاقة في حجمها، أداء هادي، مفيش فيه أوفر، والأداء تصاعد مع السيناريو زي ما كان مرسوم، بس ممكن أقول إن هي اللي بثت الروح في الفيلم عديم الروح ده، وحسستنا إن الفضاء فعلا مكان شاسع والواحد يحس فيه بوحدة قاتلة زي اللي كانت حاسة بيها.

الفيلم كان فيه مشهد كليشيه أوي بس عجبني، المشهد اللي وصلت فيه للسفينة وأغمي عليها وبقت ف وضع الجنين، مشهد جميل، ويحسسك أنها كانت نايمة في رحم الكون.
أنا اتمنيت من قلبي جورج كلوني يكون عايش فعلا، وميكونش مات، واتضايقت من تضحيته في الفيلم، لكن بعد كده قريت أن رواد الفضاء مدربين علي كدة، وأن مينفعش يفضلوا مع بعض طالما حد فيهم ممكن يموت والتاني له فرصة في النجاة، ورغبتي في إنه يكون نجا طلعت بس من إني زهقت من كتر المشاهد اللي ساندرا طلعت فيها لوحدها، لأنها كانت طويلة وكانت مملة بعض الأحيان.

استغربت شوية حاجات في الفيلم: بنت ساندرا بولوك اللي مفهمتش هي فين أو ليه أو إزاي إلا في الحلم اللي حلمته بأن كلوني رجع، واستغربت أصلا ازاي هي دخلت برنامج الفضاء وعندها مشكلة عاطفية بالحجم ده برغم التدريب المهول اللي بياخدوه وبيستبعدو منه أي حد يكون ليه اي مشاكل جسدية أو نفسيه.

حاجة أخيرة: كلام رواد الفضاء مع بعضهم في الراديو، ومع المحطة في هيوستن، مكانش واضح بشكل كبير، واضطريت أعلي الصوت عندي لأعلي درجة عشان أقدر استوعب بيقولو ايه، وأفهمهم.

انا زهقت اخر الفيلم من كتر مشاهد نجاة ساندرا بولوك م الموت، وجريت آخر حتة لأني تعبت من كتر اني بنفعل مع الفيلم الحقيقة، وسبتها لحد ما قبت علي وش المية، بعد ما حد قالي انها هتغرق في الآخر.

الخلاصة: الفيلم تجربة من تجارب الأفلام البصرية المهمة جدا، زي فيلم أفاتار، تخرج منه بأنك مش فاهم أي حاجة، بس حاسس انك مبهور بللي شفته، وحاسس أنك مريت بشئ جديد، وغريب، ونفسك تكرره تاني، لكن التيمة محفوظة، ونهايتها معروفة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!