مشهد أفقي - من الجنة...


جلست وردة علي كرسيها الهزاز تحيك بعض الملابس الصوفية لطفلها المنتظر، وسط فرحة بليغ حمدي، بمولوده الأول الذي سيصل للدنيا بعد انتظار طويل، قطع المشهد حفيف صوت ثوب صباح، التي كانت تتسلل في خفة لتضع اسطوانة راقصة في الجرامافون الجديد الذي اشتراه لها فريد الأطرش من باريس.


دخلت أم كلثوم إلي الغرفة ليقف الجميع مهابة واحتراما، قبلت رأس وردة، وداعبت بليغ ببعض الكلمات، ونادت علي فايزة أحمد، التي جلست في ركن بعيد من الغرفة تقرأ كتابا، لكنها وضعت الكتاب جانبا، لما رأت محمد سلطان حاملا بعض أكياس الفاكهه الطازجة، مازحت أم كلثوم الجميع، وشرب الجميع القهوة.


ساد الصمت في الغرفة لما تسلل إلي أسماعهم صوت عبد الوهاب، كان مندمجا في لحنه الجديد الذي سيقدمه لليلي مراد، التي دخلت وبصحبتها يوسف وهبي، ومن خلفهما علي بدرخان، في ذراعه سعاد حسني، التي جلجلت ضحكتها وملأت المكان.


بدت الغيرة في عيني عبد الحليم حافظ الذي كان يحادث محمد حمزة، وقطع حديثهما الهامس كمال الطويل، الذي أتي بصحبة الموجي، لينهي خلافا طال بينه وبين حليم. ضحك الجميع، وتحلق البعض حول عبد الرحمن الأبنودي، وأمل دنقل اللذين انغمسا في مبارزة شعرية، ثم انفضت المبارزة لصالة أحمد فؤاد نجم، الذي دخل وبصحبته الشيخ إمام، ليسمعا الجميع اللحن الجديد.


ضحكت شادية بشدة لما سمعت منير مراد يقلدها، وبدأت هي بتقليده، ثم قلدت نجاة التي انصرفت غاضبة وسط جلجلات ضحكات سعاد وحليم. ولما دخلت أسمهان الغرفة هرع الجميع لتحيتها، ثم ارتمت في أحضان فريد، الذي انحدرت من عينه دمعه، لامست كتفها العاري، فانتابتها قشعريرة حميمة، وعادت بظهرها للوراء لتصطدم بكرسي وردة الهزاز، فيسقط منها خيط التريكو، الذي تحيك منه بعض الملابس الصوفية ...لطفلها المنتظر...


اقرا الجزء التاني من هنا.

تعليقات

إرسال تعليق

تعليقك يسعدني..يا أفندم!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!