ابو المحاسن

سنوات طوال ، أمضيتها في كليتي محاولة أن أتعلم شيئا لكنني لم أفعل.انتظرت أن أخرج من الكلية بصديق لكنني لم أفعل ، خلعت كل أصدقائي من علي كتفي و من حول معصمي وخنصري و بنصري علي باب الكلية ، وخرجت منها ، كما دخلتها!

دخلت لا أدري شيئا و خرجت منها و قد تجمعت كل الخيوط في يدي،بل التفت كل الخيوط حول عنقي فكانت تلك المعرفة التي قتلت صاحبها. قرأت آلاف الكتب لكن عجزت عن قراءة وجه صديقة امتعضت من كآبتي،أحببت فيها بصدق و تصرفت كطفلة ، مللت من انتظار الحب ، فنهضت ﻷلحق بالقطار الذي يليه ، قطار الحياة،واكتشفت انه ليس من أساسيات الحياة أن يكون لديك "بوي فريند” ولا من فضائلها أن تكون جميل المنظر عظيم الثراء ،تعلمت في الكلية بالطريقة الصعبة ،في كل شئ ، تعلمت احراز التقديرات من الرسوب مرة،واثنين،وثلاثة ،تعلمت أهمية الأصدقاء من خسارتي أربعين صديقا دفعة واحدة ، دوما انا صعبة المراس ، ولا تفلح معي إلا الطريقة الصعبة.

حالتي كخريجة ضائعة لا حبال تربطها بكليتها و لا وظيفة تؤويها تذكرني بحال "أحمد حبيب أبو المحاسن” وقت أن خرج من سجنه المؤبد ، والتقاه مرسال العصابة التي ألقت به في السجن،ثم أعطاه حقيبة ملأي بالنقود ، لم يدر أبو المحاسن ماذا يفعل بعد خروجه من السجن،فبني سجنا بالنقود التي أعطاها إياه المرسال ، أخشي أن أنتهي كنهاية أبو المحاسن ، أبني لنفسي سجنا بداخل نفسي ،لا أدري ما انا فاعلة بكل ماتعلمت أو ما تصورت أنني قد تعلمت ، لا أدري!

تعليقات

إرسال تعليق

تعليقك يسعدني..يا أفندم!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!