لن أفعلها...

لن أفعلها يوما ما.....لن أصبح ما أريد....
سأتزوج.....من رجل لا أحبه...سأنجب أولاد......و لن أربيهم كما أريد....
سأعمل...في وظيفة لا أحبها....سأسكن في مكان أكرهه.....سأقود سيارة......تتعطل دائما......
سيصبح لدي....كل ما أتمني...و لكن.... منقوص....هذه هي الدنيا......لا شئ يكتمل أبدا......
و لا شئ يهم....
كثيرا ما أفكر في جدوي ما أكتب من قصص و أشعار......
صدقوني ...لا أجد لذلك السؤال جوابا......فأنا عادة ما أطرح الأسئلة......لكي أفكر....لا لكي أجد اجابة....
لست كهذه أو تلك....لست أهتم بالزينة...إلا لأشعر بأنني جميلة و مقبولة.....لا أهتم بالآخرين...إلا من يروقون لي... و أجد حديثهم ممتع... و شيق....يبرز في داخلي دوما اتهام للآخر بالجهل.... و قلة الثقافة.... و ضعف الخيال....لا لشئ إلا لأنهم لم يشطحوا بالخيال معي... و لم يفكروا بأفكاري.....بل و يسخرون مني دوما...
أكره من يسخر مني... و في داخلي أتمني لو قتلته....ففي داخي رغبات عدوانية بغيضة....لا أستطيع التخلص منها......أحب البعض أحيانا...لكنهم لا يقدرون ذلك....بل و ينقلبون ضدي.....و أظل أحبهم....
أثق بالبعض أحيانا....لكنني ألوم نفسي لأنني قد فعلت....أحقد علي الآخرين لأن لديهم أصدقاء.....أحقد علي الناس لأن لهم علاقات انسانية كاملة.... و سليمة....و أكره نفسي لأنني لست كذلك....كل علاقاتي فاشلة...
حتي قصة الحب "سميها مجازا حب"...التي خضتها..كان محكوما عليها بالفشل....
أول صديقة لي كرهتها...لأنها كانت تشعرني  بالدونية و الضآلة و .... كل المشاعر السلبية التي كنت أتهرب منها
كذلك كنت أفعل دون أن تدرك هي....فكان ما أفعل دون أن أشعر....فعلا ردت هي عليه بكل قصد......
لم أقصد....هي تغتاظ من ثقافتي ... من أشعاري.... من قصة حبي.....و انا كنت أغير غيرة مرة....لم أجربها إلا معها... و أتمني من الله ألا أجربها...ثانية....
انا مليئة بالغيرة.....لا أعلم لماذا.....صديقتي الأخري.....كانت صديقتها....لم تقدر ما حملته لها من ثقة... و حب و تفهم لكل شئ في شخصيتها.....تحملتها كثيرا... و كنت علي استعداد لأن أتحملها لمائة سنة قادمين....
كل الصبر الذي كان بداخلي....كان ملكها.....و في المقابل كانت هي تتحملني.... و لكن.....لم تفهم....لم تفهمني..
م تفهم نظرة عيني....لم تفهم بكائي....كنت أشعر بأنني أتحدث إلي ثلاجة.....
أعرف أن شخصيتي لا تطاق.... و أن بي عيوبا قاتلة.... و أن و أن و أن.....لكن ليس إلي هذا الحد.....
طاقتي انتهت.....لا أزال أحقد علي من لديهم أصدقاء...لا أزال وحيدة... و لست علي استعداد بأية حال...أن أثق في أحدهم مرة أخري....فقدت الثقة حتي في قدرتي علي اختيار اصدقائي.....و علي أن أجد إحداهم جميعا...
سأنتهي...وحيدة...مع رجل لا أحبه....أطفال لن أربيهم كما ينبغي....مكان أكرهه...سيارة تتعطل كثيرا.....
صديقة أتحملها لمجرد أن تكون لي صديقة...
و هكذا الدنيا....لا شئ يكتمل... و لا شئ يهم

حقوق النشر و الطبع محفوظة لشونج بونج 2010
و أي نشر بدون اذن مسبق من الكاتب يعرضك للوقوع تحت طائلة القانون

تعليقات

إرسال تعليق

تعليقك يسعدني..يا أفندم!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية أتاري...

كنوز مدفونة: صياد الطيور - جورج وسوف "الجزء التاني"

نادية الجندي....سور الصين العظيم..!